1-2010- دعا المفكر والباحث الجزائري السيد محمد أركون إلى تأسيس معهد للدراسات التاريخية والانتروبولوجية المقارنة للأديان، يكون مقره بالمغرب. وقال السيد أركون خلال برنامج "مباشرة معكم" الذي بثته القناة الثانية (دوزيم) مساء أمس الأربعاء، وتناول موضوع "الإسلاموفوبيا.. أو لماذا يخاف الغرب من الإسلام"، "أتمنى أن يتم تأسيس معهد للدراسات التاريخية والانتروبولوجية المقارنة للأديان وأن يكون مقره بالمغرب"، مضيفا أن "المغرب مستعد لذلك". وأبرز السيد أركون أن من شأن معهد من هذا القبيل أن "يخرجنا من تكرار ما تلقيناه من الماضي دون أن نحلله ونخضعه للتفسير"، ويؤسس "لنظرة جديدة لجميع الأديان"، من خلال "دراسة النصوص المقدسة دراسة تاريخية". من جانبه، أكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء السيد أحمد عبادي، في مداخلته، أهمية "توظيف العلم والبحث العلمي والحوار والتعارف مع الآخر، والتحلي بالاستعداد لتلقي العلم وتقبل الحكمة أيا كان مصدرهما". ودعا السيد عبادي، في هذا الإطار، إلى الرفع، على مستوى الدول الإسلامية، من عدد الأقسام المتخصصة في مجال "علم الاستغراب"، وهو العلم الذي يهتم بدراسة الغرب من جميع النواحي العقدية والتشريعية والتاريخية والجغرافية والاقتصادية. وبخصوص العلاقة بين الغرب والإسلام، رصد السيد عبادي عددا من العوامل التي تسهم في توتير هذه العلاقة من قبيل "الجهل المتبادل بين الطرفين" و"ردود الفعل غير المتزنة التي تصدر عنهما" بخصوص بعض المواقف، مؤكدا في هذا الإطار على ضرورة "قيام حركة إنصاف ومصالحة حضاريين واسعي النطاق، لأن كوكبنا لا يتحمل مزيدا من الصراعات، لا سيما إذا كان من الممكن تجاوزها". أما السيد محمد الموساوي، رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، فقد دعا، من جانبه، إلى بذل المزيد من الجهود للتعريف بالديانة الإسلامية على أوسع نطاق، ومد جسور الحوار والتواصل مع الأديان الأخرى باعتبارهما "ضرورة من ضرورات الحوار". واستعرض السيد الموساوي، في هذا الإطار، عددا من المبادرات التي قام بها المجلس للتحسيس بضرورة تفادي تكرار أحداث الاعتداءات والتدنيس التي تطال المساجد وقبور المسلمين، مؤكدا في الوقت ذاته أن "هناك تطورا في قبول الإسلام كمكون من مكونات المجتمعات الأوروبية، وهو الأمر الذي أكدته عدة استطلاعات للرأي تم إجراؤها بفرنسا على سبيل المثال". من جانبه، دعا السيد إدريس اليازمي رئيس المجلس الأعلى للجالية المغربية بالخارج، مسلمي أوروبا إلى التفاعل مع الآخر من منطلق آخر غير منطلق الضحية، والاستفادة مما توفره العلمانية بالبلدان الأوروبية من مساحات في ما يتعلق بحرية المعتقد وممارسة الدين. من جهته، دعا الدكتور مصطفى بوهندي، الأستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إلى القيام "بحملة داخلية لتصحيح المفاهيم الخاطئة وتجاوز ما تحفل به بعض المراجع المحملة بتاريخ الكراهية والحقد والحروب" وذلك في إطار ما أسماه ب"إعادة قراءة لتراثنا من أجل تقديمه تقديما إنسانيا".