إعداد رضوان البعقيلي - الجديدة 6-1-2010- تعززت، اليوم الأربعاء، قدرة المغرب على استقبال وتخزين غازات البترول المسالة بتدشين ووضع الحجر الأساس بالجرف الاصفر لمحطتي استقبال وتخزين غازي البروبان والبوطان تابعتين لشركة "افريقيا غاز"، التي تعد رائدا وطنيا في مجال توزيع غازات البترول المسالة (42 بالمائة من حصة السوق الوطنية). ومن شأن هاتين المحطتين الهامتين، اللتين تصل تكلفة إنجازهما إلى 340 مليون درهم فيما تناهز طاقتهما التخزينية 18 ألف طن، أن تساهما في تأمين التزود بهذه الغازات التي يلجأ المغرب الى استيرادها بنسبة 100 بالمائة.
وتفيد المعطيات الخاصة بهذا القطاع بالمغرب بأن غازي "البروبان" و"البوطان" يحتلان المرتبة الثالثة حاليا في استهلاك المواد البترولية بالمغرب بنسبة 21 بالمائة بعد الغازوال والفيول مقابل 10 بالمائة قبل حوالي 15 سنة، في حين لم يكن استهلاك هذه المواد خلال السنوات الأولى التي تلت الاستقلال ذا أهمية (20 ألف طن سنة 1960).
ويكتسي هذان المشروعان اللذان يندرجان في اطار اتفاقية أبرمت سنة 2008 بين الحكومة وشركة (افريقيا غاز)، أهمية خاصة بالنظر للتنامي المضطرد لاستهلاك غازات البترول المسالة بالمغرب والتي تفيد معطيات رسمية بأنه سيبلغ 7ر2 مليون طن في أفق 2015 مسجلا بذلك ارتفاعا بنسبة 35 بالمائة.
كما أن واردات المغرب من هاتين المادتين ستنتقل بدورها من مليوني طن حاليا إلى 7ر2 مليون طن سنة 2015 بالاضافة إلى ارتفاع حظيرة القارورات من 34 مليون وحدة حاليا إلى 46 مليون في الموعد السالف الذكر.
وتفرض الاستجابة للطلب المتزايد على هاتين المادتين إنجاز استثمارات مستقبلية للرفع من قدرة التعبئة الوطنية التي تصل حاليا إلى 7ر2 مليون طن سنويا وكذا قدرة التخزين التي تبلغ 176 ألف طن سنويا.
ووعيا منها بالأهمية التي ينطوي عليها هذا الرهان الاستراتيجي، لاسيما في ظل ارتهان المغرب في التزود بغازات البترول والمواد النفطية بالأسواق الخارجية التي لا تستقر على حال، اتخذت الوزارة الوصية إجراءات عدة خاصة بالنسبة للتخزين حيث يتم منح تكاليف عبور مبلغها 45 درهم للطن إضافة إلى هامش الربح لكل الشركات التي تنجز قدرات تخزين واستقبال غازات البترول المسالة بالموانئ.
كما تم وضع برنامج واسع لانجاز مراكز للتعبئة في اطار سياسة تروم لامركزة وسائل التخزين والتعبئة "حيث يشتغل حاليا 34 مركزا عبر مختلف مناطق البلاد مقابل 5 سنة 1970).