الغرفة الثانية-، تبادل خلالها الجانبان وجهات النظر بخصوص تطوير التعاون البرلماني بين البلدين. وتطرق اللقاءان، اللذان جمعا رئيس لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية السيد ادريس السنتيسي والوفد المرافق له برئيس لجنة الخارجية بالبوندستاغ السيد روبريشت بولنز ( من حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي) و بالأمين العام لمجلس الولايات السيد غيرد شميت، إلى جملة من القضايا منها مسألة الهجرة السرية; حيث أبرز أعضاء الوفد المغربي الجهود التي يقوم بها المغرب لمحاربة الهجرة غير الشرعية والإرهاب وتهريب البشر، على الخصوص. وشدد الوفد على أن المغرب، الذي يعتبر أن احترام الوحدة الترابية والسيادة الوطنية للدول شرطان أساسيان لدعم السلم والاستقرار، تحذوه قناعة أكيدة بأن ترسيخ دولة القانون وتعزيز الديمقراطية تشكل أحسن ضمان للاستقرار والأمن. وأضافوا أن الإصلاحات الجريئة التي أنجزها المغرب في المجالات السياسية و الاجتماعية والاقتصادية تمت بهدف تعزيز الديمقراطية عبر احترام حقوق الإنسان و الحريات، مشيرين إلى أن هذه الإصلاحات، استهدفت أيضا، من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي اعتمدها المغرب سنة 2005 كشكل جديد للحكامة، محاربة الفقر والفوارق بين الوسطين الحضري والقروي، في إطار مجتمع عصري حداثي، يسوده الإنصاف والتضامن وتكافؤ الفرص والمساواة بين الجنسين وتعزيز مكانة المرأة في الحياة السياسية. وأشار الوفد إلى أن المغرب انخرط أيضا في ملاءمة ترسانته القانونية مع القوانين الدولية، تماشيا مع روح العصر. وعلى مستوى الاندماج المغاربي، سجل الوفد البرلماني أن شعوب بلدان المغرب العربي تؤدي ثمن غياب الاندماج الإقليمي على مستوى المنطقة، مذكرين، في هذا السياق، باستمرار الجزائر في إغلاق حدودها مع المغرب، بالرغم من النداءات المتكررة من أجل فتحها. وفي عرض تطورات القضية الوطنية، أكد أعضاء الوفد الإرادة الأكيدة التي أبداها المغرب من أجل تسوية نهائية للنزاع المصطنع حول الصحراء المغربية، مذكرين بمبادرة الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية، التي تقدمت بها المملكة و لاقت ترحيبا من المجموعة الدولية. وفي السياق ذاته، أشار الوفد إلى أن الآلاف من الرعايا المغاربة، رجالا ونساء وأطفالا، ينحدرون من أقاليم الصحراء المغربية، يعيشون ظروفا مأساوية داخل مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، حيث يتم احتجازهم ومنعهم من الالتحاق بوطنهم المغرب، بينما يتم رفض إجراء إحصاء للسكان المحتجزين في المخيمات من طرف المندوبية السامية للاجئين. وكان الوفد، الذي يضم، إلى جانب السيد السنتيسي، السيدين الطيب المصباحي و الهاشمي لعبيدي، قد أجرى، في وقت سابق، اجتماعات مع فريق حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بالبوندستاغ، كما سيجتمع اليوم مع مسؤولي المعهد الألماني للشؤون الدولية و الأمن.