توجد أشغال إنجاز المشاريع المهيكلة لقطاع الصناعة التقليدية بفاس، بالرغم من كل العراقيل، في مرحلة متقدمة لتعزيز موقع هذه الصناعة بالمدينة التي تنتج 46 بالمائة من حجم الصادرات الوطنية من الصناعة التقليدية. وأوضح المندوب الجهوي لوزارة الصناعة التقليدية السيد عبد الرحيم بلخياط، خلال الجمع العام لغرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس - بولمان، التي انعقدت برسم دورة دجنبر 2010، أن الأمر يتعلق، بالأساس، بمشروع عين النقبي، الذي يهدف إلى تنقيل أنشطة النحاس الملوثة من ساحة لالة يدونة بالمدينة العتيقة نحو الموقع الجديد للحد من التلوث بمدينة فاس. ويشمل مشروع عين النقبي، الذي يقع شمال شرق مدينة فاس، على الضفة اليمنى من وادي الجواهر، تهيئة وتجهيز منطقة ستخصص لمنتجي النحاس الذين يمارسون أعمالهم حاليا بساحة لالة يدونة. وأشار السيد بلخياط إلى أن 90 وحدة بنيت أو في طور البناء، وهو ما يمثل 38 بالمائة من مجموع المشروع، مبرزا أن الأشغال على مستوى "فندق" التي تندرج في إطار المشروع تعرف أيضا تقدما مهما. وسيحتضن "فندق"، الذي هو عبارة عن مبنى يتألف من طابقين، ورشات النحاس. ويندرج مشروع عين النقبي في إطار برنامج "الصناعة التقليدية ومدينة فاس" الذي تموله مؤسسة تحدي الألفية (ميلينيوم تشالانج كوربورايشن)، بمنحة تصل إلى 5ر697 مليون دولار بموجب اتفاقية بين حكومتي المغرب والولايات المتحدة في 31 غشت 2007. وتوقف السيد بلخياط عند التقدم الحاصل في أشغال إنجاز قرية الصناعة التقليدية (بنجليك) التي ستخصص لاحتضان 197 وحدة لصناعة الفخار والزليج، مبرزا أنه تم إنجاز 66 وحدة لحد الآن. وفي إطار البرنامج الرامي إلى إزالة جميع الأنشطة الملوثة من المدينة العتيقة، ونقل أصحاب الفخار والزليج، والذي تواجهه عدة عراقيل في مقدمتها ضعف قدرات التمويل للمستفيدين، أكد السيد بلخياط أن السلطات قررت تمويل اقتناء أفران الغاز بأزيد من 60 بالمائة (40 بالمائة من طرف صندوق مكافحة التلوث و20 بالمائة ل"ميلينيوم تشالانج كوربورايشن"). كما قدم لمحة عامة عن أشغال تجديد وإعادة تأهيل المدابغ التقليدية لشوارا، وعين أزلطن وسيدي موسى، من أجل تحسين ظروف عمل ومعيشة الدباغين. وأبرز السيد بلخياط أنه، في إطار تهييء ساحة للا يدونة لجعلها مركزا لتلاقي أنشطة السياحة والصناعة التقليدية بقلب المدينة العتيقة، تم اختيار ثمانية مشاريع للمشاركة في المرحلة النهائية للمسابقة الدولية في الهندسة المعمارية، مضيفا أن المتأهلين الثمانية سيقومون بزيارة للساحة قبل متم الشهر الجاري لإتمام أشغالهم. وأكد، في ذات السياق، أن ثلاثة مرشحين سيشاركون في المسابقة النهائية التي سيعلن عن الفائز فيها في شهر مارس المقبل. وأبرز، بالمناسبة، التقدم الذي تم تحقيقه في مجال توثيق منتجات الصناعة التقليدية المغربية من أجل حماية الإنتاج الوطني من التقليد والقرصنة وفي مقدمته السجاد الفاسي والبلغة المغربية. وأشار إلى أنه سيتم إطلاق مشاريع هيكلية أخرى في إطار تنفيذ رؤية 2015 .