اختار الشاعر أحمد بلحاج آية وارهام "الشعر العربي المعاصر في المغرب رهاناته ومنطقة تلاقي أشكاله" عنوانا لآخر مؤلفاته التي صدرت مؤخرا ضمن منشورات أفروديت. وقسم المؤلف الكتاب - المطبعة والوراقة الوطنية بمراكش - بالإضافة إلى فاتحته وخاتمته إلى فصلين، يتطرق الأول إلى رهانات الشعر المغربي المتوترة بالوعد، وبمهجوس الآتي، بينما يطرح الثاني تعايش أشكاله، ومنطقةَ تلاقيها، ومنطقة اختلافها، ولغة شعرياتها، وأزمنتها الدالة. واعتبر آية وارهام في هذا الكتاب، الذي صمم لوحة غلافه الفنان التونسي نجا المهداوي، ب"أن للمغرب شعر عربي معاصر، لا تستطيع القراءة الراصدة لجسد الإبداع الشعري في الجغرافيا العربية أن تمحوه أو تكابر فيه... شعر له خصوصياته وتميزاته التي تنأى به عن التصادي مع الآخر الشرقي أو الغربي، وله أسماؤه التي تمتد قاماتها الفارهة في فضاء الابتكار والإضافة باقتدار بصير، ودأب مضيء". وبالرغم من ذلك يقول الكاتب فإن "هذه النظرة لا ينبغي لها أن توقعنا في شرك الاطمئنان الساذج، والاغتباط الضرير، وجاذبية الرضا الزائف، ونحن نتحدث عن هذا الشعر،إنه بأشكاله المتعايشة "المتنابذة ، وتياراته المتجلية" المحتجبة، يدعونا إلى الإصغاء الجاد لنبضه السري ، وإلى الكشف عن منطقة استتاره، وآليات تلاقي أشكاله وتباينها ، قصدَ الإمساك بميكانيزمات استمراره وإواليات انتعاشه وتجدده في راهن يكفر به. وأبرز آية وارهام أن "الشعر المعاصر في المغرب أشعار ، تتسم بتعدد لغاتها وألوانها وأشكالها واتجاهاتها، وبتمثلاتها للكون... فهناك الشعر المكتوب بالعربية الناسج بقطاع من الحساسية الشعرية عريض ، وهنالك الشعر المكتوب بالفرنسية، والإسبانية، والإنجليزية، والأمازيغية بشعبها الثلاث". وآية وارهام، ابن مدينة مراكش ، عضو بيت الشعر في المغرب، ورابطة الأدب العالمي، ومنتدى الديوان للشعر والشعراء. وله عدة دواوين منها "زمن الغربة "، و "كتابة على ألواح الدم " و "العبور من تحت إبط الموت " و "طائر من أرض السمسمة "و " الخروج من ليل الجسد" وأنجز دراسات وأبحاث عديدة منها "شعريةالحمامات" و "موقف ابن رشد من إشكالية المعرفة الصوفية" و "الزاوية الرحالية مؤسسها و أذكارها "و " في تحولات الكتاب وجمالية التلقي" و "الخط العربي وعلم الحرف" ...