أكد الصحفي الألماني مراد كوسروف، في مقال صدر بمجلة (أفريكا بوست) الألمانية، أن مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة، التي تحظى بدعم الأممالمتحدة، قدمت حلا نهائيا للنزاع حول الصحراء المغربية. واستنتج الصحفي الألماني مراد كوسروف، في المقال الذي نشرته المجلة الفصلية في عددها الأخير، أن مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، التي طرحتها المملكة بقيادة جلالة الملك محمد السادس، حذت بالعديد من الدول إلى وقف أو تعليق علاقاتها بما يسمى ب`"الجمهورية الصحراوية"، مشيرا إلى أن هذه المبادرة كان لها، أيضا، وقع قوي داخل (البوليساريو) الذي شهدت صفوفه نزيفا حادا تمثل "في العودة المكثفة لكثير من أطره السابقين إلى بلدهم المغرب". وذكر الصحفي الألماني بمصطفى سلمة ولد سيدي مولود، مفتش ما يسمى ب`(شرطة البوليساريو) سابقا، الذي أكد في تصريح له في شتنبر الماضي خلال زيارته إلى المغرب، أن "الانفصال ليس حلا واقعيا، وإذا كنت قررت الدفاع عن الحكم الذاتي، فلأن فيه يكمن خير أبنائي و شعبي". وتطرق كوسروف إلى انعكاسات النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية على مستقبل الاندماج المغاربي، فأشار إلى أن الجزائر لا تتحمل فقط تكاليف دعمها ل`(البوليساريو) التي تقدر بالملايير، وإنما يخسر الاقتصاد الجزائري كثيرا جدا من إغلاق الحدود مع المغرب، مشيرا، في هذا الصدد، إلى ما سبق أن صرح به رئيس الكونفدرالية الجزائرية لأطر المالية والمحاسبة، كريم محمودي، الذي قال إن اقتصاد بلاده يتكبد خسائر تصل إلى 2ر2 مليار دولار كل سنة، جراء إغلاق الجزائر لحدودها مع المغرب. من جهة أخرى، أشار كاتب المقال إلى أن "الأنشطة المتصاعدة لتنظيم القاعدة في الجزائر وفي منطقة الساحل، يتطلب حلا سريعا، يستدعي، بالضرورة، تعاونا وثيقا بين كافة بلدان المنطقة". واستعرض الصحفي الألماني، في مقال من صفحتين، تحت عنوان (المسيرة الممتدة نحو الوحدة)، تاريخ النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، الذي قال إنه نتاج الحرب الباردة، كما تحدث عن الأطماع الجزائرية في الصحراء المغربية، وتوقف طويلا عند (المسيرة الخضراء) التي أعاد بها المغرب اللحمة التاريخية بين أقاليمه الشمالية والجنوبية.