أكد الكاتب و الصحفي الألماني مراد كوسروف، أن المسيرة الخضراء، التي يحتفل المغرب اليوم السبت بذكراها الخامسة و الثلاثين، وحدت شمال المملكة بجنوبها وأطلقت دينامية تنموية كبيرة، اقتصادية و اجتماعية. وقال كوسريف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش عرض قدمه أمس الجمعة في برلين بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، إن هذه النهضة الكبيرة التي شهدتها المملكة، توجت بالإصلاحات السياسية العميقة والمقدامة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وفي مقدمتها تعزيز مسار الديموقراطية وحقوق الإنسان و ترسيخ المساواة بين الجنسين، من خلال مدونة الأسرة. وأضاف الصحفي الألماني أن " قضية الصحراء انتهت بمجرد تنظيم المسيرة الخضراء"، مشيرا إلى أن" استمرار الجزائر في معاكسة حقوق المغرب الثابتة والمشروعة في صحرائه، نابع من رواسب عقلية الحرب الباردة التي عفا عنها الزمن". وأكد أن مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية التي اقترحها المغرب، مبادرة جريئة وجدية تمثل الحل الأمثل للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية. وأمام ثلة من السياسيين والمسئولين والصحفيين الألمان، قدم السيد كوسريف، خلال لقاء نظمته السفارة المغربية في العاصمة الألمانية بمناسبة الذكرى 35 للمسيرة الخضراء، عرضا استعاد فيه ذكرياته كصحفي ومصور واكب أطوار تنظيم المسيرة الخضراء، ومسارها وأجواء التعبئة الجماعية الشاملة التي كانت تعبر عنها كافة شرائح المجتمع المغربي للمشاركة في مسيرة سلمية استعاد بها المغرب جزءا من ترابه الوطني كان يرزح تحت الاحتلال الإسباني. ونظم كوسريف، بهذه المناسبة، معرضا ضمنه مجموعة من الصور من أرشيفه الشخصي حول المسيرة الخضراء، تؤرخ بعين احترافية، لتفاصيل هذه الملحمة المغربية الكبيرة، وتروي لحظات تاريخية عاشها كافة المغاربة في جميع أقاليم المملكة،في الوقت الذي كانت تتحرك فيه جموع المشاركين في المسيرة الخضراء للالتحاق بإخوانهم في الصحراء ومعانقة جزء عزيز من ترابهم الوطني. وازدادت لحظات هذا اللقاء تأثيرا عندما التحق مجموعة من المواطنين المغاربة المقيمين في برلين، ومن بينهم مواطنان شاركا فعلا في المسيرة الخضراء سنة 1975، ( السيدين الطاحوني عمر و مومو محمد)، ليستعيدا مع السيد كوسريف لحظات تاريخية عاشوها معا .