أفاد تقرير حول التجارة البينية للدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، نشره المركز الإسلامي لتنمية التجارة، أنه رغم الجهود المبذولة على مستوى المنظمة والدول الأعضاء على وجه الخصوص لأجل تنمية المبادلات التجارية البينية، فإن عوائق عديدة ما تزال تعرقل انسياب المبادلات التجارية البينية لهذه الدول. وتتمثل هذه العراقيل، على الخصوص، في إشكاليات النفاذ إلى الأسواق، وعوائق لوجيستيكية، وعدم توفر المعلومات حول الأسواق وفرص الأعمال، وتعقد إجراءات إدارة وتدبير شؤون التجارة الخارجية على المستوى الجمركي والمصرفي وفي الموانئ، إضافة إلى عدم وجود الكفاءات الفنية المتخصصة في مجال التجارة الدولية، وكذا انعدام آليات التمويل المناسبة لفائدة المؤسسات الصغرى والمتوسطة أو ضعف أدائها. ودعا التقرير الأجهزة الوطنية لتنمية التجارة ومؤسسات منظمة المؤتمر الإسلامي المكلفة بالتعاون الاقتصادي والتجاري والقطاع الخاص، إلى العمل على تكثيف جهودها الرامية إلى تنشيط التجارة الخارجية والتجارة البينية للمنظمة مع التركيز على البلدان التي لا تتجاوز درجة اندماجها في التجارة البينية 20 في المائة حتى تكون مؤهلة لبلوغ هذا المستوى في أفق سنة 2015. وأشار إلى أن قيمة التجارة الإجمالية البينية لمنظمة المؤتمر الإسلامي بلغت 75ر426 مليار دولار أمريكي سنة 2009 مقابل 03ر551 مليار دولار سنة 2008 بتراجع بلغ 55ر22 في المائة. وأضاف أن تجارة الخدمات للدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي شكلت 05ر4 في المائة من التجارة العالمية للخدمات سنة 2009 مقابل 3ر7 في المائة سنة 2008 بتراجع بلغ 5ر44 في المائة، وقد بلغت قيمة هذه المبادلات 2ر260 مليار دولار فقط سنة 2009 مقابل 3ر267 مليار دولار سنة 2008 مسجلة بذلك تراجعا بلغ 7ر2 في المائة. وفي ظل الأزمة المالية والاقتصادية التي شهدها الاقتصاد العالمي، عرفت حصة التجارة البينية لمنظمة المؤتمر الإسلامي من التجارة الخارجية للدول الأعضاء نموا طفيفا بلغ 28ر0 في المائة حيث ارتفعت من 60ر16 في المائة سنة 2008 إلى 65ر16 في المائة سنة 2009. أما الصادرات البينية لمنظمة المؤتمر الإسلامي فقد تراجعت من 265 مليار دولار أمريكي سنة 2008 إلى 92ر207 مليار دولار سنة 2009، مسجلة بذلك تراجعا بلغ 65ر21 في المائة. من جهة أخرى عرفت حصة الصادرات البينية لمنظمة المؤتمر الإسلامي من الصادرات الإجمالية للدول الأعضاء زيادة بحوالي 45ر11 في المائة، حيث ارتفعت من 03ر14 في المائة سنة 2008 إلى 64ر15 في المائة سنة 2009. وسجلت حصة الورادات البينية لمنظمة المؤتمر الإسلامي من الواردات العالمية للدول الأعضاء تراجعا بحوالي 97ر7 في المائة، إذ انتقلت من 18ر19 في المائة سنة 2008 إلى 65ر17 سنة 2009. وتتشكل الصادرات البينية لمنظمة المؤتمر الإسلامي بوجه خاص من المواد المصنعة التي استأثرت بحوالي 28ر53 في المائة من الصادرات البينية سنة 2009 مقابل 5ر48 في المائة سنة 2008، وبلغت قيمة هذه الصادرات 78ر110 مليار دولار سنة 2009 مقابل 40ر141 مليار دولار سنة 2008، مسجلة انخفاضا قدره 7ر21 في المائة. أما صادرات المواد الأولية فبلغت نسبة 72ر46 في المائة من الصادرات البينية الإجمالية سنة 2009 مقابل 50ر51 في المائة سنة 2008. وبدورها ،سجلت الواردات البينية تراجعا إذ انخفضت قيمتها من 285 مليار دولار سنة 2008 إلى 83ر218 مليار دولار سنة 2009 ( - 39ر23 في المائة). وتتكون الواردات البينية لمنظمة المؤتمر الإسلامي على وجه الخصوص من المواد الأولية (07ر52 في المائة) سنة 2009 مقابل 94ر51 في المائة سنة 2008، مسجلة بذلك نموا طفيفا بلغ 25ر0 في المائة. وقد بلغت قيمة الواردات البينية من المواد الأولية 94ر113 مليار دولار سنة 2009 مقابل 7ر148 مليار دولار سنة 2008 مسجلة بذلك انخفاضا بلغ 4ر23 في المائة نتيجة ارتفاع أسعار هذه المواد في الأسواق العالمية خلال سنتي 2008 و2009. وذكرت الوثيقة أنه مقارنة مع أهداف مخطط العمل العشري لمنظمة المؤتمر الإسلامي الرامية إلى الرفع من حصة التجارة البينية لمنظمة المؤتمر الإسلامي إلى 20 في المائة من التجارة الخارجية للدول الأعضاء في أفق سنة 2015، يلاحظ أن 30 دولة عضو حققت هذا الهدف سنة 2009. وخلص التقرير إلى أن تنفيذ هذا البرنامج يتطلب تظافر جهود مؤسسات منظمة المؤتمر الإسلامي وحكومات الدول الأعضاء والتجمعات الاقتصادية الإقليمية والقطاع الخاص الذي يتعين عليه أن يأخذ بعين الاعتبار كل المشاريع الواردة في البرنامج العشري وإدراجها ضمن مخططاته التنموية.