رصد المسرحي عبد المولى الزياتي في إصداره الجديد الذي وسمه ب`"مقامات من المسرح المغربي" تاريخ أبي الفنون في المغرب، منذ بداياته في فترة الخمسينات إلى الفترة الحالية، وذلك من خلال "مقامات" صاغها على غرار مقامات بديع الزمان الهمداني. وهكذا اعتبر الزياتي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن "مقامات من المسرح المغربي"، التي حرص فيها على الجمع بين التوثيق والتأريخ والتحديث دون إغفال البعد الجمالي الفني لأبي الفنون، هي عبارة عن "سرد كرونولوجي لتاريخ المسرح المغربي"، سلط فيها الضوء على الذاكرة المسرحية المغربية. ويهدف الكتاب حسب المؤلف، على الخصوص إلى تعريف الأجيال الصاعدة بأهم اللحظات القوية التي عرفها المسرح المغربي منذ اللبنات الأولى إلى شكله الحالي، فهو يتيح لهم فرصة استكشاف خصوصية مختلف مدارس وتيارات المسرح بالمغرب. ويقف الكتاب عند تجارب مسرح المعمورة والمسرح الاحتفالي ومسرح الطيب الصديقي والمسرح المدرسي والجامعي ومسرح الهواة ومسرح الشباب. ولم يغفل الزياتي الإشارة عندما سلط الضوء على هذه التجارب المسرحية المتنوعة أن يبرز التراكم الإبداعي الغني والمتنوع والمتمثل في مسرح الهواة الذي ساهم في تكوين ذاكرة حقيقية للمسرح المغربي. ومن جهة أخرى، قال المسرحي عبد المولى الزياتي، إن "مقامات من المسرح المغربي" ركز على الجانب المتعلق بالموروث الشعبي المغربي، الذي يستلهم منه مختلف نصوصه المسرحية. وأشار في هذا الإطار أن العديد من الأعمال المسرحية ساهمت في إبراز خصوصيات وعادات وتقاليد مختلف المدن والمناطق بالمغرب، من خلال التطرق إلى قصصها وأساطيرها وموسيقاها ومختلف التعابير الفنية، وذلك بهدف التعريف أكثر بهذا الموروث الغني والمتنوع وتطويره وإحيائه. وأبرز الزياتي، دور المسرح في المساهمة في حماية التراث من الاندثار، و في إشاعة قيم التسامح ونبذ العنف وتعزيز قيم التضامن وتربية الأجيال الصاعدة وتنمية مداركها الفكرية وقدراتها الإبداعية. ودعا بهذا الصدد إلى إيلاء مزيد من الاهتمام بمسرح الطفل، باعتباره وسيلة تربوية قوية لنقل المعلومات والمعارف. يذكر أن للمسرحي عبد المولى الزياتي، ابن مدينة العرائش، إسهامات مهمة في مسرح الهواة منذ بداية السبعينات. وصدرت له مجموعة من المؤلفات منها "لوحات مسرحية للجمهور والخشبة" (1994 ) و"عبد الصمد الكنفاوي الرجل الذي عانق الوحوش" ( 1994 ) و"هذا الذي نسميه مسرحا" سنة 2002، و"ثلاثة نصوص مسرحية للمسرح والمسرحيين والتمسرح والمسرحية" سنة 2005 . ومن أعماله المسرحية "الدكتور الحريور" و"المسرحية" و"البطل وكلب المدينة" و"سقوط الأقنعة" و"وامسرحاه" و"عودة المجدوب" و"أمجاد بلادي" و"ليكسوس والمليحات الثلاث". وقد سبق لعبد المولى الزياتي، أن قدم "مقامات من المسرح المغربي" على شكل مسرحية