أكد عضو الهيئة التنفيذية ل(بيت الشعر في المغرب)، الشاعر مراد القادري، أن الاحتفال باليوم العالمي للشعر سيكتسب هذه السنة طعما خاصا من خلال عقد "ملتقى الشعر العربي الإفريقي" بمدينة زاكورة من 20 إلى 22 مارس المقبل. وأوضح القادري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة فوز (بيت الشعر في المغرب) بمنحة الصندوق العربي للثقافة والفنون كمساهمة في تمويل "ملتقى الشعر العربي الإفريقي"، أن هذه التظاهرة تروم بناء جسر قوي بين المدونتين الشعريتين العربية والإفريقية، وذلك للترابط والانسجام بين العديد من مكونات الثقافتين. وأبرز القادري أهمية المكون الإفريقي الزنجي في المدونة الشعرية العربية وحضوره في شتى أشكال التعبير، مما يعد "تحية للقارة السمراء ولمرجعياتها الخيالية والوجدانية والرمزية وفخامتها الروحانية". ويعد "ملتقى الشعر العربي الإفريقي" من بين المشاريع الرائدة الفائزة بمنح الصندوق العربي للثقافة والفنون للعام 2011. وارتأى (بيت الشعر في المغرب) تنظيم دورته الأولى بزاكورة من 20 إلى 22 مارس المقبل، احتفالا باليوم العالمي للشعر الذي سبق لعدة مدن مغربية أن احتضنت فعالياتِه في السنوات السابقة. ويهدف هذا الملتقى الشعري، يضيف القادري، إلى تقديم الشعراء الأفارقة للجمهور المغربي وتنشيط الفعل الثقافي بمدينة زاكورة، التي اختارها بيت الشعر لاحتضان هذا الملتقى لاعتبار أساسي يتمثل في كونها واحدة من أهم المدن العربية التي يظهر المكون الزنجي بجلاء بين نسيجها الثقافي والاجتماعي، فضلا عن كونها شاهدة على عمليات العبور الثقافي والإنساني بين المغرب وإفريقيا، خاصة في العهد السعدي، وذلك التلاقح الثقافي والحضاري بين شمال إفريقيا وجنوب الصحراء. ومن بين فقرات الملتقى عقد أمسيات شعرية بمشاركة شعراء عرب وأفارقة (14 شاعرا)، وإحياء أمسيات فنية موسيقية تسبق القراءات الشعرية، ستكون مناسبة سانحة للاستماع لموسيقى كناوة العريقة، وتنظيم ندوة فكرية ونقدية حول موضوع "الزنوجة في الشعر العربي" مهداة للشاعر العربي الكبير المقيم بالمغرب محمد الفيتوري، إضافة إلى إنجاز أنطولوجيا عن الشعراء المشاركين في الملتقى للتعريف بهم وبتجاربهم الشعرية. واعتبر الشاعر مراد القادري أن موافقة الصندوق العربي للثقافة والفنون على دعم هذا الملتقى تعد تحيةً للمغرب الثقافي والشعري الذي ساهم، عبر العصور، في دمج العنصر العربي بالمكون الإفريقي عبر حوار ثقافي، إنساني وحضاري خلاق ومنتج، كما أنها شهادة على الدينامية التي باتت تعرفها المؤسسات الثقافية المغربية وحيوية اقتراحاتها والتي كان من باكوراتها الأولى مقترح تم التقدم به لليونيسكو لتخصيص يوم عالمي للشعر. يشار إلى أن الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) قدم منحا ل 54 مشروعا واعدا من أصل 480 طلبا انطبقت عليها الشروط للحصول على منحة، وتنتمي المشاريع الفائزة ل 11 دولة إضافة إلى المغرب الذي تأهل منه فضلا عن مؤسسة "بيت الشعر" الشاعران طه عدنان ومحمود عبد الغني (مجال الأدب)، إلى جانب ثمانية فائزين آخرين (مجال البحث والتدريب وبرامج التعاون الثقافي).