اختار "بيت الشعر في المغرب" هذه السنة أن يقتصر احتفاله باليوم العالمي للشعر، الذي يصادف مفتتح كل ربيع، 21 مارس الجاري، على مدينة مراكش الحمراء وشعرائها، وعلى الاحتفاء بقصيدة الملحون، التي تغنى روادها بجمال الربيع، وأبدعوا فيهعبد الرفيع الجواهري وسينظم البيت بتعاون مع مركز التنمية بجهة تانسيفت (قطب الثقافة والفنون)، ونادي جامعة القاضي عياض، وجمعية هواة الملحون، وجمعية تراثيات بمراكش، يومي 19 و20 مارس الجاري، احتفالات باليوم العالمي للشعر، ستعرف حضورا كبيرا لشعراء المدينة. إذا كان "بيت الشعر في المغرب" احتفل العام الماضي باليوم العالمي للشعر في مدينتين هما السمارة، والرباط، فإنه هذه السنة، على ما يبدو، فضل الاقتصار على احتفال واحد وبمدينة ذات دلالة رمزية، وهي مدينة مراكش، التي اعتبر الشاعر مراد القادري، عضو المكتب الحالي للبيت، في تصريح ل "المغربية"، تخصيص الاحتفال فيها باليوم العالمي للشعر "تحية لهذه المدينة وللشعراء، الذين أنجبتهم مراكش، وتحية لقصيدة الملحون، التي تتغنى بقدوم الربيع بأروع الكلمات، وللشعراء الشباب المجددين، منهم جماعة الغارة الشعرية وآخرين". وأضاف القادري أن المدن المغربية الأخرى مثل المحمدية والجديدة ستشهد احتفالات أخرى باليوم العالمي للشعر تنظمها جمعيات ثقافية، اتصلت ببيت الشعر من أجل المشاركة، لكن البيت يفضل أن يكون احتفاله بهذا اليوم احتفالا خاصا ومميزا، ولهذا اقتصر على تنظيم هذا الاحتفال بمدينة مراكش، من أجل إنجاحه، عوض تشتيت الجهود في مجموعة من المدن، كما كان الشأن سابقا. لكن ما يراه المشرفون على البيت اليوم تركيزا، يراه المتتبعون تراجعا في الاحتفاء بهذا اليوم، الذي كان البيت سباقا في الدعوة إلى إحيائه، واستجابة اليونسكو له سنة 1999 وتنظيم أولى احتفالاته بمدينة دلف اليونانية سنة 2000، وبعدها احتفال المغرب به بشكل غير مسبوق وفي مختلف ربوع المملكة، لدرجة جعلت المغرب أول بلد يحتفي باليوم العالمي للشعر، بذلك الشكل، وبعدها باليوم الوطني للشعر، الذي كانت المدارس والجهات تساهم فيه بشكل كبير. وجاء في كلمة البيت بهذه المناسبة إن "نسب مدينة مراكش إلى الشعر متعدد الوجوه، يبدأ من ذاكرتها الباذخة وأسرارها الخبيئة، وجاذبيتها الغامضة، ليرتبط، إلى جانب ذلك، بالشعراء الذين أنجبتهم هذه المدينة في الزمن الحديث، وفي مقدمتهم شاعر الحمراء محمد بن ابراهيم. وهي بذلك ساهرة على حماية الشعر انطلاقا من سحرها الخاص، ومن فرادَة شعرائها، وتفاعلهم الخصيب مع أسئلة الشعر مغربيا وعربيا. مدينة نَتُوجٌ شعريا، لم تكف عن تخصيب الشعر المغربي بمختلف تجلياته، الفصيح والعامي، كما أغنت شعر الملحون، إنتاجا وعناية ودرسا. وتقديرا من بيت الشعر لهذا التنوع، الذي تسهم به مراكش في إغناء القصيدة المغربية، حرصا، في هذه المناسبة، على الاحتفاء ببعض شعرائها وعلى التنسيق مع جمعيتين مختصتين في شعر الملحون". وحتى يكتسي طابع الاحتفال بالشعر في المدينة الحمراء طابعا خاصا، سيجري استحضار الملحون من خلال مشاركة شاعرين فيه هما: إدريس رحمون، ومحمد نميلة، وتنظيم حلقة إنشاد من ديوان شعر الملحون "قصائد الربيعيات": سرابة "فصل الربيع"، للمنشد الشيخ نور الدين الرجراجي، وقصيدة "سعد السعود نخبر بخبارو" للشاعر الشيخ الجيلالي متيرد، إنشاد الشيخ عبد الجليل فرحي، وقصيدة "الربيع قبل بالفرجات" للشاعر الشيخ إدريس بنعلي، إنشاد الشيخ محمد أمنزو.