أكد المشاركون في ندوة حول "الحركة الأمازيغية، أي استراتيجية للعقد الثاني من الألفية الثالثة"، أمس السبت بالرباط، على ضرورة تطوير آليات عمل الحركة الأمازيغية لمواكبة التحولات التي يعرفها المغرب. وذكر السيد رشيد الحاحي، أستاذ باحث، خلال هذا اللقاء الذي نظمته الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة (فرع الرباط)، أن الحركة الأمازيغية مرت بعدة مراحل منذ ميثاق أكادير 1991، مشيرا إلى أن هذه المراحل اتسمت بتغيرات عديدة طالت مستويات الخطاب داخل الحركة وتعاطي الدولة مع المسألة الأمازيغية. وأضاف المتدخل أن تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية جسد إحدى هذه التحولات الحاصلة تجاه الأمازيغية، مبرزا أن هذا التطور طرح أسئلة ورهانات جديدة على الحركة الأمازيغية وخطابها ومطالبها. وشدد السيد الحاحي على ضرورة تطوير استراتيجية الحركة الأمازيغية من خلال التفكير في آليات عمل جديدة لمواكبة هذه التحولات. من جهته، اعتبر السيد الحسين الإدريسي، باحث، في مداخلته حول "الأمازيغية ومشروع الجهوية الموسعة"، أن الجهوية تعتبر مشروعا إيجابيا ينبغي دعمه وإغناؤه من خلال النقاشات التي تعرفها الساحة الثقافية والسياسية حول هذا الموضوع. وأكد المتدخل، في هذا السياق، على ضرورة الاهتمام في النقاش المواكب لهذا المشروع بالجوانب المرتبطة بالحقوق السياسية والاقتصادية وما يتصل بهما من مختلف الحاجيات الاجتماعية إلى جانب الحقوق الثقافية. كما تناول المتدخلون عددا من القضايا الأخرى منها الهوية والثقافة الأمازيغيتين، مشيرين إلى ضرورة تحديد مفهوم الثقافة الأمازيغية ومكوناتها المختلفة من التراث والفنون. وأشارت المداخلات إلى أهمية البعد الأمازيغي في تكوين الثقافة المغربية إلى جانب مكونات ثقافية أخرى تراكمت عبر التاريخ ، مبرزة ضرورة العناية بالتراث والفنون الأمازيغية ونقلها إلى الأجيال الناشئة حفاظا على الهوية. كما تناولت المداخلات قضايا تهم ،بالخصوص، عناصر التلاقي والاختلاف في الحركة الجمعوية الأمازيغية، وأرضيات التنسيق وآفاق العمل الأمازيغي، وموقع الحركة الجمعوية الأمازيغية داخل المجتمع المدني.