(إعداد: مرية العروصي)- قال الفنان مجيد بقاس إنه لكي ينجح الموسيقيون الشباب في إنجاز أي عمل فني، فهم مدعوون قبل ذلك لمزيد من التعمق وضبط الأساليب الموسيقية التي سيعتمدونها في مسارهم المهني. وبمناسبة اختياره من قبل اللجنة الوطنية للموسيقى لمنحه جائزة الفارابي للموسيقى، أوضح بقاس في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الفرق المغربية الشابة التي اختارت موسيقى "كناوة"، مدعوة، بالإضافة إلى التوفر على الحدس الفني، إلى النهل من مختلف المعارف والتمكن من المفاهيم التقنية من أجل إنجاح إبداعاتها الموسيقية. وبخصوص جائزة الفارابي ، قال مجيد بقاس إنها "اعتراف" يتوج مساره الفني وكل الاضافات التي أضافها للموسيقى المغربية، خاصة المزج بين موسيقى كناوة والموسيقى الإفريقية. وبعد أن ذكر بأنه تعلم كل ما يتعلق بموسيقى كناوة على يد المعلم باحمان بسلا، مكان المولد والإقامة حاليا، أشار الموسيقي إلى أنه تابع دراسته بمدرسة علوم الإعلام وتلقى دروسا في القيتارة بمعهد الموسيقى، وعزف على آلات موسيقية أخرى داخل مجموعة "جيل"، التي أسست على غرار مجموعة "ناس الغيوان" التي كانت مشهورة جدا في تلك الفترة، وانفتح بقاس، المؤلف الموسيقي الذي تعود أصوله إلى مدينة زاكورة، على ألوان موسيقية مختلفة كالجاز والبلوز مع الحفاظ على أصالة الموسيقى الكناوية، فب` "المزج بين الآلات الموسيقية الغربية أضحى الجاز معروفا بشكله الحالي" يقول بقاس. وبخصوص تطور موسيقى كناوة أوضح الفنان، أن "لكل موسيقي كناوي أو معلم شخصيته وتقنياته وأسلوبه الخاص به، إلا أن هدف موسيقى كناوة لا يتغير وهو التعبير عن مكنونات الروح". ويعد بقاس مبتكر فن كناوة بلوز الإفريقي، النابع من الشكل الجديد للتعبير الموسيقي الروحي للجذبة الكناوية، التي تتلاقى مع فن الجاز والبلوز، المستمد من إفريقيا. ويعد المزج مع ألوان موسيقية أخرى، جزءا أساسيا من العوالم الإبداعية الاستثنائية لهذا الفنان، لأجل إعطاء قيمة خاصة للموسيقى الكناوية العريقة، والرقي بها وإحلالها المكانة التي تستحقها بين ثقافات العالم. وشارك بقاس في تظاهرات عالمية مرموقة منها "غرونوبل جاز" و"وميكس" و "مهرجان الصويرة" ، ومن المرتقب أن يتسلم مجيد بقاس الجائزة غدا الأربعاء خلال حفل ينظم بالمسرح الوطني محمد الخامس ستحييه "مجموعة العكاف الموسيقية". يشار إلى أن موسيقيين مرموقين سبق لهم أن فازوا بهذه الجائزة، التي تنظم بتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس وجمعية أبي رقراق، منهم عازف العود المغربي الكبير سعيد الشرايبي والفنانة سميرة القادري وزبيدة الإدريسي وبلعيد العكاف. وبالإضافة إلى تخرجه من مدرسة "المعلم باحمان" ، خبر الفنان بقاس خبايا "تكناويت" من خلال حضوره "ليالي كناوة"، إلا أنه اشتهر ببحثه في أشكال موسيقية غربية أخرى مما أعطاه صيتا عالميا.