نظم الهلال الأحمر المغربي ، مؤخرا ، يوما دراسيا بطنجة حول داء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) والعمل التطوعي والهجرة، بمناسبة تخليد اليوم العالمي للمهاجرين، بمشاركة ممثلي الاتحاد الدولي للصليب الأحمر الدولي والهلال الاحمر بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وناقش المشاركون خلال هذا اللقاء الدراسي الذي نظمه المكتب الجهوي للهلال الأحمر المغربي بطنجة بتنسيق مع المكتب الإقليمي للاتحاد، انتشار داء السيدا الذي أضحى ظاهرة عالمية، والأنشطة المتخذة للتصدي له على المستوى الوطني والدولي، وتزايد حالات الإصابة بالقارة الإفريقية التي تعد منطلقا للمهاجرين نحو أوروبا. وأكد متدخلون أن المغرب ، بحكم موقعه الجغرافي كملتقى بين إفريقيا وأوروبا وبالنظر الى المشاكل السياسية والاقتصادية التي تعرفها العديد من البلدان الإفريقية والى سياسات الهجرة المعتمدة بأوروبا ، "أصبح منذ أزيد من عقدين أرضا للاستقبال وليس بلدا للعبور للالتحاق بالضفة الأوروبية". وأشاروا إلى أن الأزمة الاقتصادية التي تعرضت لها عدة بلدان أوروبية، خصوصا إسبانيا ، البوابة الرئيسية لولوج أوروبا عبر المغرب ، كانت لها تداعيات على سياسة الهجرة بهذا البلد، مضيفين أن الحدود الجنوبية لأوروبا، خاصة الإسبانية، أضحت أكثر فأكثر صعبة الولوج. ونتيجة لذلك، فإن العديد من المهاجرين من جنوب الصحراء وجدوا أنفسهم "مستقرين" في المغرب. وأبرز المتدخلون ، بهذه المناسبة ، أن "الاستعانة بمصادر خارجية في سياسة الهجرة الأوروبية، تشكل السبب الرئيسي للمشاكل التي يعرفها المغرب مع المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء". ولمواجهة هذا الوضع، عملت عدد من المنظمات غير الحكومية، خاصة الهلال الأحمر المغربي، بتنسيق مع السلطات العمومية وبدعم من الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، على مواصلة تقديم المساعدة والإسعاف لهذه الفئة التي تعاني من الهشاشة. ومثلوا على ذلك بتدريب الشباب من إفريقيا جنوب الصحراء في المراكز الاجتماعية للهلال الأحمر المغربي، فضلا عن الدعم المقدم للنساء والأطفال. من جهة أخرى، نظم الهلال الأحمر المغربي بدعم من الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر ، في الفترة مابين 13 و18 دجنبر الجاري، دورة تكوينية لفائدة متطوعيه بمنطقة شمال المملكة في مجال تقييم قدرات المجتمع المحلي لمواجهة الكوارث. وقد تميزت هذه الدورة بالقيام بزيارات ميدانية وإجراء لقاءات مع الساكنة، وذلك بهدف تحديد نقاط القوة والضعف لديها في مواجهة كارثة يمكن أن تحدث، وأيضا معرفة قدرات الهلال الأحمر المغربي في إدارة هذه الكوارث.