أجرى وزير التشغيل والتكوين المهني، السيد جمال أغماني، اليوم الأربعاء بالرباط، مباحثات مع وزير القوى العاملة العماني، الشيخ عبدالله بن ناصر، تمحورت على الخصوص حول تأهيل الموارد البشرية والتكوين المهني بالبلدين. وقد أشاد الجانبان خلال هذا اللقاء المنظم على هامش أشغال المؤتمر العربي الإقليمي حول الحوار الاجتماعي، وكذا اجتماعات الدورة الرابعة للجنة المشتركة المغربية - العمانية، بالعلاقات المتميزة التي تجمع البلدين خاصة في مجال العمل والتشغيل والتكوين المهني، وكذا بالدينامية التي يشهدها الحوار الإجتماعي، خصوصا من خلال تطوير العمل النقابي وتبادل التجارب على المستويين العربي والدولي. وفي هذا السياق، أبرز السيد أغماني أن الحريات النقابية بالمغرب، التي يعود ظهور أولى بوادرها إلى فترة الإستعمار، تطورت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن المملكة تضم حاليا نحو 30 اتحادا نقابيا، تنتمي لأطياف سياسية وقطاعية متعددة. وأبرز السيد أغماني أن أهم التحديات التي يجب رفعها في هذا السياق تبقى رهينة بتأهيل الموارد البشرية، وتنويع مجالات التكوين المهني المواكب لسوق الشغل، وتأهيل الاقتصاد غير المهيكل، معتبرا أن تركيز المغرب على الموارد البشرية المؤهلة يجد تفسيره في تنامي أنشطة صناعية واعدة حديثة الظهور، كصناعة الطائرات والسيارات والتكنولوجيات الحديثة والإلكترونيك وترحيل الخدمات. من جانبه، أكد المسؤول العماني أن مجالات التعاون "المثمر والمتعدد" القائم بين البلدين يعد تجسيدا للعلاقات ثنائية عريقة تشمل عدة قطاعات كالصحة والتعليم والتكوين المهني والتشغيل. وأشاد السيد بن ناصر في هذا الصدد بالجهود التي يقوم بها المغرب في سبيل احتضان وإنجاح تظاهرات عربية وإقليمية هامة من قبيل المؤتمر العربي الإقليمي حول الحوار الاجتماعي، مؤكدا أن سلطنة عمان يحذوها دوما الأمل في الدفع بهذه العلاقات إلى أبعد مدى، وذلك بما يخدم نماء البلدين. وتجدر الإشارة إلى أن المؤتمر العربي الإقليمي حول الحوار الاجتماعي، الذي تحتضنه مدينة الرباط ما بين 14 و16 دجنبر الجاري، يهدف إلى توفير الفرصة للتعرف على التجارب العالمية الناجحة في مجال الحوار الاجتماعي، وتبادل الخبرات ومختلف المقاربات العربية في المجال، واعتماد الحوار الاجتماعي كآلية للتعامل مع مختلف المشكلات في سوق العمل. كما يروم المؤتمر، المنظم بمبادرة من منظمة العمل العربية ومنظمة العمل الدولية بتعاون مع وزارة التشغيل والتكوين المهني، تقديم نماذج من تجارب وآليات الحوار الاجتماعي والتي ثبت نجاحها سواء في بعض الدول العربية أو الدول غير العربية، واستخلاص العبر والدروس المستفادة من هذه التجارب، وإقرار المبادئ والعناصر الأساسية وإطار خطة عمل لتعزيز الحوار الاجتماعي في الدول العربية.