احتفى المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية باليوم العالمي لحقوق الإنسان بتنظيم ندوة حول الحقوق اللغوية والثقافية بالمغرب بمشاركة عدد من الباحثين. وعبر السيد أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في كلمة بالمناسبة عن اعتزازه بما تحقق من مكتسبات لصالح اللغة والثقافة الأمازيغيتن، مذكرا بخطاب العرش لسنة 2001، وبالخطاب الملكي التاريخي بأجدير الذي شكل منعطفا حاسما أسس لسياسة لغوية وثقافية جديدة بالمغرب تعترف بتنوع الهوية الثقافية المغربية. وأبرز السيد بوكوس مهام المعهد التي تتمثل أساسا في الحفاظ على اللغة الأمازيغية والنهوض بها وتعزيز مكانتها، مشيرا إلى أن "جبر الضرر الثقافي" المتمثل في إعادة الاعتبار للغة والثقافة الأمازيغية يندرج ضمن المنظموة الشاملة لحقوق الإنسان. من جهتهم، أكد عدد من المتدخلين على كونية ثقافة ومبادئ حقوق الإنسان التي عرفت تطورا وتراكما مهما انطلاقا من الجيل الأول لحقوق الإنسان الذي ركز على الحقوق السياسية والمدنية ثم الجيل الثاني ، الذي ناضل من أجل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ثم الجيل الثالث المتمثل في الحقوق البيئية والثقافية والتنموية وأخيرا الجيل الرابع لهذه الحقوق وهو الحق في السلام. وأوضحوا أن المعهد ساهم في تعزيز الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية من خلال مشاركته في إعداد الأرضية المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان والخطة الوطنية من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان. وأضافوا أن هذين المشروعين الوطنيين الذين يرومان تكريس دولة الحق والقانون وتعزيز مسلسل الدمقرطة والحداثة في المغرب يتوخيان النهوض بمكونات الثقافة الوطنية من منظور حقوق الإنسان، خاصة اللغة والثقافة الأمازيغيتين. وفي معرض حديثهم عن القضية الأمازيغية وجدلية السياسي والثقافي ، شددو على ضرروة تكامل كل من المكون السياسي والثقافي من أجل تحقيق مكتسبات أخرى لصالح الثقافة واللغة الأمازيغية، داعيين إلى الانفتاح بشكل أكبر على الفاعلين السياسين والنقابيين وصناع القرار من أجل إقناعهم بمشروعية مطالب الحركات الأمازيغية. من جهة أخرى تميزت هذه الندوة بتكريم المناضل الحقوقي السيد عبد القادر أمصري مدير الموارد البشرية بالمعهد على مساره وعطائه في مجال الدفاع والنهوض بحقوق الإنسان.