انعقدت أمس الخميس ببني ملال لقاءات تواصلية مع ممثلي ثلاث جماعات قروية بالاقليم لبحث انشغالات وحاجيات ساكنتها للمساهمة في تعزيز التنمية المستدامة بالمناطق الجبلية ،وذلك في إطار سياسة القرب ومواكبة عمل المجالس الجماعية للنهوض بالتنمية على المستوى المحلي ودعم ركائز اللامركزية والحكامة الجيدة . وقد استعرض رؤساء وممثلو المجالس الجماعية لتيزي نيسلي وبوتفردة واغبالة ،خلال هذه اللقاءات التي ترأسها والي جهة تادلة -أزيلال وعامل اقليمبني ملال السيد محمد دردوري ، مختلف القضايا التي تستأثر باهتمام الساكنة ، والتي تقف عائقا في وجه التنمية المحلية ، وتحول دون تحقيق متطلبات الجماعات في مختلف المجالات خاصة ما يتعلق منها بالبنية التحتية . وفي هذا السياق ، أكد والي الجهة استعداد مصالح السلطات العمومية للعمل جنبا إلى جنب مع ممثلي الساكنة لتأهيل المنطقة ، والمساهمة في حل كل المشاكل التي تعترض سبيل التنمية الاجتماعية والاقتصادية بها ، وتحول دون الاستجابة لحاجيات وانتظارات المواطنين في مختلف القطاعات . وذكر بأن إنجاز عدد من المشاريع وتعزيز البنية التحتية بتراب هذه الجماعات القروية ، التي تعد من أهم المناطق الفلاحية بالمغرب في إنتاج التفاح ، يساهم في فك العزلة عن ساكنتها، وتنشيط الحركة الاقتصادية بها، مشددا على تحقيق التنمية المنشودة رهين بالعمل الجاد والتعاون والتضامن بين جميع الاطراف الفاعلة من منتخبين وسلطات محلية ومصالح عمومية وجمعيات المجتمع المدني . وذكر الوالي بالزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمنطقة والتي اطلع خلالها على مشروع تنمية سلسلة التفاح بالمناطق الجبلية بالاقليم ، الذي سيتم تنفيذه خلال خمس سنوات ، والذي سيتم إنجازه في إطار الدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر الرامية إلى تطوير فلاحة تضامنية . وأوضح أنه سيستفيد من هذا المشروع ،الذي تساهم في تمويله كل من وزارة الفلاحة والصيد البحري (20 مليون درهم) ومكتب التسويق والتصدير(30 مليون درهم)، 500 فلاح ، ويهم 1170 هكتارا تتوزع ما بين الجماعات الثلاثة بالاضافة إلى جماعة ناوور . ودعا الوالي المنتخبين إلى توحيد جهودهم ، والعمل من جانبهم على دعم البنية التحتية والمشاريع المدرة للدخل لمناطقهم ضمن الامكانات المتاحة لهم، للمساهمة في خلق فرص الشغل وفك العزلة عن العالم القروي وتوفير الخدمات الاساسية المتعلقة بتأهيل الشباب خاصة الفتيات اللواتي ينقطع العديد منهن عن الدراسة بسبب عدم توفر وسائل النقل أوعدم وجود داخليات بمنطقة تعليمهن . وقد مكنت هذه اللقاءات المستشارين الجماعيين من اثارة العديد من القضايا المتعلقة اساسا بحالة الطرق وتهيئة المسالك والغابة التي تعرف تدهورا مستمرا نتيجة عوامل التعرية والاستغلال المفرط للثروة النباتية والحيوانية، بالاضافة إلى تلك المرتبطة بالتعليم والصحة والسياحة والفلاحة والنقل وبالتزود بالماء الصالح للشرب والصرف الصحي والكهربة القروية .