دعا السيد أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك ورئيس مؤسسة (أنا ليند) الأورو-متوسطية للحوار بين الثقافات، إلى العمل على ردم الهوة التي تفصل بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط وتحقيق التفاهم والتقارب بين شعوب المنطقة. وقال السيد أزولاي، في حديث خص به صحيفة (الصباح) التونسية، على هامش لقاء نظمته مؤسسة ( أنا ليند ) بالعاصمة البريطانية بمناسبة تقديم تقرير المؤسسة لعام 2010 ، إن "الأهم اليوم هو العمل على ردم الفجوة العميقة بين دول شمال وجنوب البحر المتوسط ،والتي ترتبط خاصة بسوء التفاهم الديني والثقافي والجهل بقيم الآخر وبنقاط القوة والتلاقي بين اليهودية والمسيحية والإسلام وقيم الحداثة". واعتبر رئيس مؤسسة (أنا ليند) أن "الخوف من الإسلام" وانتشار العنصرية ناجمان عن "الجهل وسوء فهم كل طرف للطرف الآخر" ، مشيرا إلى أن "الجهل والخلافات الدينية وسوء معرفة الشعوب الأوروبية للإسلام وغالبية المسلمين للديانات الأخرى، وخاصة للمسيحية واليهودية، وراء فشل مسار برشلونة الأورو-متوسطي، وجل جهود الحوار السياسي والثقافي بين بلدان الشمال المسيحية والجنوب المسلمة،التي تتواجد فيها أقليات دينية مختلفة بينها ملايين اليهود ومعتنقي الديانات غير الإبراهيمية". وحول تقرير مؤسسة (أنا ليند) ، قال أزولاي إنه ربط ،من خلال استبيان شمل 13 دولة أورو متوسطية وأكثر من 13 ألف مواطن عربي وأوربي، بين فشل الحوار بين الثقافات والأديان وتعثر المسار الأورو-متوسطي. وشدد على الصبغة "الملحة والاستعجالية"،للدعوات التي وجهتها المؤسسة الأورو-متوسطية للحوار بين الثقافات، لقادة المنطقة المتوسطية والعالم، من أجل التفاعل مع دعوات المفكرين والخبراء في العلوم الدينية والثقافية(في لقاء لندن) من أجل محاربة ظواهر التعصب والخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا) ،من جهة، ومن "ديانات الغرب وثقافاته"، من جهة ثانية. وأشار إلى أن ذلك يمكن أن يتحقق عبر تشجيع فرص التلاقي بين أنصار مختلف الأديان والثقافات وتعريف مختلف الشعوب بحقيقة أديان ومعتقدات الطرف المقابل. واعتبرت الصحيفة التونسية في تقريرها أن من أبرز نقاط القوة في هذا التقرير "الثقافي السوسيولوجي السياسي" ،كون صياغته تمت من قبل عشرات الخبراء والعلماء والمسؤولين السياسيين البارزين من ضفتي البحر الابيض المتوسط ،من بينهم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون. وأضافت أن هذا التقرير الشامل أطلق "صيحة فزع" حول انتشار الجهل وسط الشعوب الأورو-متوسطية بثقافات بعضها البعض وخصوصياتها الدينية والبشرية وحقيقة مفاهيم التسامح الموجودة في الديانات الإبراهيمية الثلاثة المنتشرة في المنطقة( الإسلام والمسيحية واليهودية).