أكد مستشار صاحب الجلالة ورئيس مؤسسة أنا ليند السيد أندري أزولاي، أن تقرير 2010 لمؤسسة أناليند حول توجهات التفاعلات الثقافية في الفضاء الأورومتوسطي الذي تم تقديمه أمس الثلاثاء في لندن، "يقترح على المجتمع الدولي أجندة منقحة ومصححة للتحالف بين كافة حضاراتنا ولحوار سوسيوثقافي يقوم على تبادل المعرفة وعلى الاحترام المتبادل". ووصف السيد أزولاي، في تدخل له أمام حوالي مائة من قادة مجموعات التفكير البريطانية والأوروبية الرئيسية الممثلة في لندن خلال اجتماع انعقد بمبادرة من المجلس البريطاني، هذا التقرير بأنه "قطيعة إيجابية مع فترة التراجع والانطواء الجماعي التي نسفت العلاقات الدولية وأصابتها بالهشاشة ". ورفض مستشار صاحب الجلالة، الذي أبرز الخصائص المؤسسة للمجتمع المغربي، والذي شكل "الجمع بين الحضارات الأمازيغية، والعربية الإسلامية، واليهودية إغناء له"، أطروحة الراغبين في الاستغلال المغرض للديانات. وشدد السيد أزولاي على أن الصراعات التي تمزق الفضاء المتوسطي هي صراعات سياسية تفرض قبل كل شئ ردا سياسيا، وخلص إلى القول إن هذا التقرير لم يكن هدفا في حد ذاته . ويشكل حاليا هذا التقرير الذي تم تسليمه لحكومات ومؤسسات المجتمع المدني في البلدان ال43 المؤسسة للاتحاد من أجل المتوسط، موضوع دراسات ومناقشات عمومية في عواصم هذه البلدان التي عرض عليها أيضا المشاركة في برنامج لتنفيذ مختلف التوصيات والخلاصات الواردة في هذا التقرير، خاصة في مجال التربية ووسائل الإعلام. من جهة أخرى، أبرز مدير قسم الحوار بين الثقافات في المجلس البريطاني السيد مايك هاردي، أهمية التقرير باعتباره أداة ستمكن بلدان المنطقة الأورومتوسطية من السير نحو مزيد من الانسجام وتجاوز التباينات التي تعرقل هذا الانسجام. كما ركز على ضرورة النهوض بالتفاهم بين مختلف ثقافات المنطقة مع الحفاظ على تنوعها كمصدر إغناء. وأشار المسؤول بالمجلس البريطاني، الذراع الثقافي لوزارة الشؤون الخارحية البريطانية، إلى أن النقاش حول مستقبل المنطقة الأورومتوسطية يظل موضوع الساعة في بريطانيا. واعتبر أن قضايا مثل الهجرة والاندماج توجد من بين القضايا الهامة في هذه المنطقة، داعيا لنقاش معمق حول هذه الملفات بغية تجسيد التطلعات إلى مزيد من الانسجام بين ضفتي المتوسط. كما عرف النقاش حول تقرير أناليند، الذي نشطته السيدة بريجيت كيندال، المراسلة الدبلوماسية لإذاعة (بي بي سي) البريطانية، مشاركة سارفار منزور الحائز على جائزة المتوسط للصحافة المكتوبة لسنة 2010. ويشكل تقرير أناليند آلية للاسترشاد والعمل تعالج العلاقات بين الثقافات بالمنطقة المتوسطية. ويجمع التقرير الذي يصدر كل ثلاث سنوات، بين استطلاع للرأي أنجزته شركة "غالوب أوروبا " ويفسح المجال أمام آلاف الأشخاص في أوروبا وجنوب وشرق المتوسط للتعبير عن أرائهم ، ومجموعة من التحاليل قامت بها شبكة من الخبراء في مجال الثقافة. وتوجد المواضيع التي تم التطرق إليها في تقرير 2010 في صلب النقاشات العمومية على المستوى الدولي. ويشكل التقرير من خلال جمعه بين أصوات سكان المنطقة والتحليلات المقدمة من قبل خبراء في أزيد من 20 بلدا، آلية في يد السلطات العمومية وصناع الرأي والمجتمع المدني، ويقدم اقتراحات متممة لأجندة الحوار بين الثقافات وللتوجيهات من أجل عمل ثقافي مشترك على المستويين المحلي والدولي. وشمل استطلاع الرأي غالوب/أناليند 2010 عينة تضم 13 ألف شخص يمثلون 13 بلدا بأوروبا وجنوب وشرق المتوسط. وهو أول استطلاع أورو-متوسطي يجرى حول المؤشرات الثقافية والقيم. وتتمحور القضايا والنتائج الأساسية للبحث بصفة خاصة حول اهتمام الأشخاص بسكان البلدان الأخرى بحوض المتوسط، ومستويات وأساليب التفاعل بين السكان، ورؤية الإتحاد من أجل المتوسط، ودور وسائل الاعلام في تشجيع التنوع الثقافي. وشمل تحقيق غالوب أناليند 13 بلدا هي ألمانيا، والبوسنة والهرسك، واسبانيا، وفرنسا، ومصر، واليونان، وهنغاريا، ولبنان، والمغرب، والمملكة المتحدة، والسويد، وتركيا. وتهدف مؤسسة أناليند التي تأسست سنة 2005، إلى المساهمة في تحقيق التقارب بين سكان ضفتي المتوسط من أجل الرفع من مستوى الاحترام المتبادل بين الثقافات. ومنذ انشائها أطلقت المؤسسة ودعمت أنشطة في مجالات مختلفة لها تأثير ملموس على تصورات السكان المنحدرين من ثقافات وديانات مختلفة عن بعضهم البعض ، ووضعت شبكة اقليمية تضم حتى الآن أزيد من 3000 منظمة من المجتمع المدني.