اختتمت مساء أمس السبت فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الرباط الدولي للموسيقات الأندلسية الذي احتفى هذه السنة وعلى مدى ثلاثة أيام بنوبة رمل الماية في امتداداتها المغاربية. وشكلت الدورة الثامنة لهذا المهرجان، الذي تنظمه جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، محطة أخرى في مجال حماية التراث الموسيقي العريق والحفاظ عليه ومحاولة توثيقه بالكلمة والصوت والصورة، من خلال التوشيات والصنائع والمستعملات التي أدتها فرق وأجواق وأصوات من المغرب والجزائروتونس. وتميزت الحصة الأولى من هذه الأمسية الختامية، بأداء جوق الرباط لموسيقى الآلة برئاسة ادريس اكديرة مجموعة من التوشيات والصنائع في مدح النبي عليه الصلاة والسلام التي تنتمي إلى ميزان الدرج من طبع رمل الماية، ومنها على الخصوص (صنعة تخليل-بسيط من بردة الإمام محمد شرف الدين البوصيري). وخصصت الحصة الثانية لجولة بين دروب النوبة المغاربية بمشاركة جوق الحاج أحمد بيرو ونخبة من الفرقة الوطنية الأندلسية من الجزائر، والصوتان النسويان سيرين بن موسى (تونس) وبهاء الرندة (المغرب). وبهذه المناسبة، أكد السيد صلاح الدين السمار مدير مهرجان الرباط الدولي للموسيقات الأندلسية، أن هذه الدورة عرفت إقبالا متزايدا وحققت النتائج المتوخاة منها، خاصة أنها تميزت باستئناف المهرجان لبرنامجه بعد توقف دام أزيد من 14 سنة، على ضوء 8 سنوات التي قضاها في تنظيم برنامج "خميس الأندلسيات"، والذي لقي إقبالا ونجاحا كبيرين خصوصا من جانب الشباب. وأشار السيد السمار في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن برنامج "خميس الأندلسيات" كان يهدف بالأساس إلى ترسيخ موسيقى الآلة عند الشباب وإشباع رغبات هواة هذا الطرب الأصيل. وأبرز أن المهرجان سيحتفي، انطلاقا من هذه الدورة، التي خصصت لأداء ميازين نوبة رمل الماية، بنوبة من نوبات طرب الآلة، معربا عن طموحه في توسيع المشاركة بهذا المهرجان لتشمل دولا أخرى خلال السنوات المقبلة. من جهة أخرى، أشار السيد السمار إلى قرار جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، بجعل الخميس الأول من كل شهر دجنبر موعدا سنويا لانطلاق دورات المهرجان الدولي للموسيقات الأندلسية.