(إعداد: كوثر كريفي) قارب الفيلم الفيليبيني "المانحة" (دونور) للمخرج مارك ميلي، الذي افتتح اليوم السبت فقرات المسابقة الرسمية للدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش (3 – 11 دجنبر الجاري) ، قضية الاتجار بالأعضاء البشرية. ورصدت كاميرا المخرج الفيليبيني هذا الموضوع من خلال سرده لقصة "ليزيت" بائعة الأقراص المدمجة المقرصنة بأحد شوارع مانيلا الفقيرة ، والتي تكافح للحصول على وظيفة جديدة تمكنها من سد حاجياتها اليومية، بعد أن سئمت من محاربة الشرطة لتجارتها. وفي خضم هذا اليأس الذي تسلل إلى بطلة هذا الشريط ، خاصة بعد فشلها في الحصول على عمل قار، ستضطر "ليزيت" لبيع إحدى كليتيها لرجل أعمال أجنبي مقابل مبلغ مالي مغري من أجل أن تتمكن من مغادرة الفيلبين والرحيل إلى دبي. ونقل المخرج لحظات الإحباط والحزن التي تعيشها الشخصية المحورية، إلى المشاهد من خلال سبر أغوار نفسيتها ، التي يسيطر عليها اليأس منذ اللحظة التي وجدت فيها نفسها في مواجهة محمومة مع أزمة مالية خانقة، فضلا عن انسداد الآفاق أمامها، مما سيحول حياتها إلى كابوس مزعج. وهكذا ،جعل المخرج مارك ميلي، من هذا العمل الفني توليفة سينمائية تربط بين الفن والواقع، حاول من خلاله أن يعكس معاناة الفقراء بمانيلا بأسلوب يتميز بكثير من الصدق، من خلال قصة "ليزيت" المثقلة بالهموم والمعاناة، التي تبحث عن بصيص أمل في وسط تسوده المشاكل الاجتماعية التي تتناسل بشكل يومي كالفطريات. ويطرح المخرج مارك ميلي في هذا العمل رؤيته الخاصة حول قضية الاتجار بالأعضاء البشرية ، التي تفاقمت على الخصوص في آسيا، ونجح في تقديمه للمشاهد بأسلوب رومانسي - درامي عكسته النهاية المأساوية للبطلة التي سقطت ضحية للفاقة. واستطاع فيلم "المانحة" أن يطرح مواضيع هامة أخرى كحلم الشباب الفليبيني بالهجرة والبطالة في قالب فني جيد لم يسقط في فخ السينما التجارية، إذ حاول من خلاله المخرج مارك ميلي البحث عن صياغة جديدة للواقع المعاش لأناس بسطاء يعيشون واقعا مريرا لا يملك أغلبهم حلا للخروج منه سوى الاستلام. وهذا الفيلم الذي استغرقت مدة عرضه حوالي 84 دقيقة، هو من بطولة ميريل سوريانو (ليزيت) التي نال أداؤها المتميز إعجاب الجمهور الذي توافد اليوم على قصر المؤتمرات بالمدينة الحمراء بكثافة للاستمتاع بهذا العمل، وبارون كايسلر (داني) وكارلا بومبيد (روز)، وقام بكتابة السيناريو مخرج العمل مارك ميلي الذي ولد في 1967 في مانيلا بالفلبين، ومن بين أفلامه "السيدات الباكيات" (2003) و"لا فيزا لوكا) (2005) و"بالير" (2008). وتوج فيلم "المانحة" بجائزة أحسن ممثلة التي عادت لبطلته ميريل سوريانو في مهرجان السينما المستقلة ببروكسيل في دورته الأخيرة.وتتواصل حلقات المسابقة هذا المساء بعرض فيلم "حياة هادئة" (إنتاج مشترك بين إيطاليا وفرنسا وألمانيا) للمخرج الإيطالي كلاوديو كوبيليني. ويتنافس على جوائز مهرجان مراكش الدولي 15 فيلما من ضمنها الفيلم المغربي "ميراج" للمخرج الشاب طلال السلهامي. وتتنافس هذه الأفلام للفوز بالجائزة الكبرى (النجمة الذهبية)، والجائزة الخاصة للجنة التحكيم، وجائزتي أفضل ممثل وأفضل ممثلة.