تنفرد الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش بعرض 15 فيلما طويلا، تتميز 10 منها بأنها العمل الأول لمخرجيها. وبخصوص إعطاء الأولوية للأفلام الأولى لمخرجيها، اعتبر مدير المركز السينمائي المغربي، نائب الرئيس المنتدب لمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أن الفيلم الأول يكون عادة محتاجا إلى منبر من حجم وقيمة مهرجان دولي كمهرجان الفيلم الدولي بمراكش ليتعرف عليه الجمهور، مؤكدا أن المهرجان يروم من وراء هذا الاختيار اكتشاف أعمال جديدة ومخرجين جدد لتعريف الجمهور بإبداعاتهم، مشيرا إلى أن اختيار العمل الأول، خلال هذه الدورة، "ليس معيارا بل تصورا فلسفيا للمسابقة". وقال إن "المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يعد منبرا حقيقيا للتبادل والتباري"، مشيرا إلى أن الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية لهذه السنة تتميز بمستوى عال وينتظر أن يتفاعل معها الجمهور بشكل كبير، على اعتبار أنها لا تكتفي بتقديم الوقائع بقدر ما ستجعل المشاهد يسائلها. مملكة الحيوان من بين أقوى الأفلام، التي ستتنافس على جائزة النجمة الذهبية للمهرجان في دورته العاشرة، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل دور رجالي وجائزة أفضل دور نسائي، فيلم "مملكة الحيوان" من إخراج الصحافي ديفيد ميشود، الذي نافس كبار المخرجين العالميين أمثال كونتين تارانتينو ومارتن سكورسيزي في مهرجان "سندانس" السينمائي الأميركي، حيث فاز بجائزة النقاد للأفلام الدرامية للسينما العالمية. وتدور أحداث الفيلم الأسترالي حول صبي يبلغ من العمر 17 عاما يحاول البقاء والعيش داخل أسرة تعمل في عالم الجريمة في ملبورن، وهو من بطولة جاي بيرس، وبن مندلسون، وجويل ادجيرتون، وجاكي ويفر، والممثل الشاب جيمس فريشفيل. جاك يبحر من أهم الأفلام أيضا، هناك فيلم "جاك يبحر" للأميركي فيليب سيمور هوفمان، الذي يخوض أول تجربة له في الإخراج، بعد تألقه كممثل، إذ فاز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل 2005 عن دوره في فيلم كابوت، وأفضل ممثل من الأكاديمية البريطانية لفنون الفيلم والتلفزيون، وأفضل ممثل من نقابة ممثلي الشاشة، وجائزة "الغولدن غلوب" لأفضل ممثل، من بين أهم الأفلام المشاركة في المهرجان. وتدور أحداث الفيلم، حول جاك سائق "ليموزين" غير مستقر اجتماعيا لكنه محبوب جدا، يمضي معظم وقته مع صديقه كلايد وزوجته لوسي، اللذين بفضلهما تعرف على كوني وأغرم بها. لإغواء حبيبته، أصبح جاك يتعلم الطبخ ويحلم بمسار مهني جديد، وبدأ في يتلقى دروسا لتعلم السباحة، حتى يفي بالوعد الذي قطعه على نفسه لكوني: وهو مرافقتها في جولة على متن قارب في "سنترال بارك". السراب من الأفلام الجيدة أيضا، فيلم "السراب" للمخرج المغربي الشاب طلال السلهامي، الذي قال عنه الصايل إنه اختير لتمثيل المغرب في هذه المسابقة من بين 11 شريطا، مؤكدا أن مخرجه خرج من "ضغوط إخراج الفيلم الأول وهو قوي بطموحه التعبيري" ليعبر عن الموضوع، الذي اشتغل عليه بتقنية مضبوطة. ويحكي الفيلم، الذي يمثل السينما العربية في المهرجان، قصة خمسة شباب يسعون إلى الظفر بمنصب شغل لدى شركة عالمية استقرت حديثا بالمغرب. وبعد سلسلة من الاختبارات التي أجراها مسؤولو الشركة لتحديد المرشح، الذي سيفوز بهذا المنصب المهم، وجدوا أنفسهم مطالبين بإجراء اختبار خاص وغريب يتمثل في السفر على متن حافلة بنوافذ من دون زجاج، وبعد ساعات من السفر تتوقف الحافلة ليجدوا أنفسهم في الخلاء. الفيلم من بطولة عصام بوالي، وكريم السعيدي، ومريم راوي، وعمر لطفي، ومصطفى هواري. "حياة هادئة" يتناول المخرج الإيطالي كلوديو كوبليني في ثاني أفلامه الطويلة "حياة هادئة" إرهاب عصابات المافيا، من خلال روزاريو روسو، الذي اختار امتلاك مطعم إيطالي في قرية بالريف الألماني قرب مدينة فرانكفورت حيث يعيش رفقة زوجته وابنه حياة هادئة. في أحد الأيام يطرق بابه رجلان إيطاليان يقدم أحدهما نفسه على بأنه نجله الذي تخلى عنه منذ سنوات بإيطاليا، يحاول الرجل تعويض السنوات، التي مضت بإعادة ربط العلاقة بابنه، لكنه سرعان ما يدرك أن الشابان مبعوثان من المافيا. الفيلم من تشخيص طوني سيرفيو، وماركو داموري، وفرانشيسكو دي ليفا، وجوليان كولر. عندما نرحل يعتبر فيلم "عندما نرحل"، أول فيلم روائي طويل للمخرجة، فيو ألاداك من النمسا، وتدور أحداثه حول امرأة شابة من أصل ألماني، تدعى أوماي، تضطر لمغادرة العاصمة التركية إسطنبول رفقة ابنها، لحمايته من بطش زوجها التركي العنيف، وتقرر العودة للعيش وسط عائلتها في برلين، لكن أقرباءها لم يلقوها بالترحاب، الذي كانت تنتظره، فتضطر لمغادرتهم أيضا من تجنبا للانتقام، الفيلم من تشخيص سيبيل كيكيلي، وديريا ألابورا، وسيتار تانريوجن، وفلوريان لوكاس، وآخرين. الحافة تدور أحداث فيلم "الحافة" لمخرجه أليكسي يوشيتل من روسيا، حول "خونة الوطن الأم"، الذين يحكم عليهم بالنفي، سنة 1945، إلى قرية نائية وسط سيبيريا، حيث يتعين عليهم قطع الأشجار لتقوم بعد ذلك قاطرة البخار القديمة بنقل الخشب وسط غابات الصنوبر الكثيفة. إنيات، بطل الحرب السابق وسائق القطار المتمرس، ينفى إلى المكان المعزول، لتوكل له مهمة القيام بأعمال الصيانة للقاطرة، ويبدأ حياة جديدة في هذا الركن البعيد، الفيلم من تشخيص فلاديمير ماشكوف، وأونيوركا ستريشل، ويوليا بيريسيلد. مارييك تتناول المخرجة صوفي سشتكينز الألمانية في أول أفلامها الطويلة، "ماريكي ماريكي" حياة شابة في العشرين من العمر، تدعى ماربيك، تعيش مع والدتها التي لم يعد بإمكانها التعبير عن أي مشاعر منذ وفاة زوجها الروائي. تقضي مارييك يومها في عملها في مصنع للشوكولاتة في بروكسل، بينما ترتمي ليلا في أحضان رجال يكبرونها سنا، فتشعر وهي بصحبتهم بأنها قوية ومحبوبة وتنعم بالحرية، لكن هذا التوازن الهش، الذي تنعم به، سيختل مع وصول جاكوب، صاحب مطبعة يعيش في الخارج، في بحثه عن المخطوط الأخير لوالد مارييك. الفيلم من تشخيص هاند كودجا، ويان دوكلير، وباربرا صارافيان، وكارولين برليني. أفلام من مختلف القارات وتضم قائمة الأفلام، أيضا، أفلاما من مختلف القارات، لا تقل قوة عن سابقتها، ويتعلق الأمر ب "ما وراء السهوب" للمخرجة فانيا دالكانتارا من بلجيكا، و"غيوم" للمخرج أليخاندرو جيربر بيسيشي من المكسيك، و"روزا مورينا" لكارلوس أوغوستو دو أوليفيرا من الدنمارك، و"بيوند دو ستيبس" للمخرجة فانخا دالكنتارا من روسيا، و"مذكرات ميوزن" لبارك جونكبوم من كوريا الجنوبية، و"طريق شيمن رقم 89" للمخرج الصيني هالون شو، و"دونور" "المانحة" للمخرج فلبيني مارك ميلي، و"كارما" للمخرج السيريلانكي براسانا جايكودي، و "نهاية" للمخرج الإسباني لوي سامبييري.