أكد الأمين العام للحزب العمالي السيد عبد الكريم بنعتيق أن مبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس شكلت "أكبر صفعة" لأعداء الوحدة الترابية للمملكة، نظرا للتجاوب الذي حظيت به من قبل المجتمع الدولي. وأضاف السيد بنعتيق، الذي حل ضيفا على برنامج "مواطن اليوم" الذي بثته قناة (ميدي1 تي في) أمس الثلاثاء إلى جانب كل من أستاذ العلوم السياسية عبد الرحيم منار السليمي والفاعل الجمعوي عبد المنعم البري والأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال عبد الوهاب العلالي، أن مبادرة الحكم الذاتي جعلت خصوم المملكة " في حالة انفعال وارتباك" إزاء هذا المشروع الحداثي الذي ينص على منح الساكنة المحلية الحق في تسيير شؤونها بنفسها وصناعة القرار على المستوى المحلي. وبخصوص أحداث العيون، أكد أن المغرب لم يواجه هذه الأحداث بالعنف لأنه قرر اعتماد الديمقراطية وممارسة المفهوم الجديد للسلطة، موضحا أن أشخاصا لهم أجندة مخابراتية ملغومة تسربوا الى مخيم (كديم ايزيك) بالعيون بهدف تحويل هذا المخيم ،الذي تم نصبه بناء على مطالب اجتماعية صرفة، إلى بؤرة للتوتر . وبعدما أكد أن المغرب يؤمن بحسن الجوار وانخرط في المفاوضات حول الصحراء ، في حين تعمل الجزائر على شن حملة دعائية مغرضة ضد المملكة ، سجل أن المال الجزائري يخترق الإعلام الاسباني الذي حاولت بعض منابره تضليل الرأي العام الدولي ببث صور لا علاقة لها بأحداث العيون. وبخصوص قرار البرلمان الأوروبي بشأن أحداث العيون، دعا إلى فتح نقاش مع مكونات هذه المؤسسة وتوضيح الموقف المغربي الذي يواجه آلية دعائية جزائرية معادية. من جهة أخرى، اعتبر السيد بنعتيق أن المسيرة الشعبية التي تم تنظيمها الأحد الماضي أكدت أن المغاربة مستعدون للخروج بكثافة وبتلقائية عندما يتعلق الأمر بمحاولة النيل من الوطن، معتبرا أن هذه المسيرة التي تم التحضير لها في مدة لم تتجاوز 48 ساعة تعد استمرارية للمسيرة الخضراء التي شكلت حدثا تاريخيا برهن للجميع بأن المغرب بلد مسالم، لكنه في نفس الوقت حريص وقادر على استرجاع كل أراضيه بالحوار والحكمة والتبصر. من جهته توقف السيد عبد الرحيم منار السليمي، عند المناورات التي تقوم بها الجزائر ضد المغرب ،معتبرا أن أحداث العيون كانت مدبرة للنيل من الاستقرار الذي تنعم به المملكة. وأضاف أن الشعب المغربي رد بمسيرة مليونية عكست التعبئة القوية للمغاربة للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة . وبدوره، قال السيد عبد المنعم البري إن الدلالة الرئيسية لمسيرة الدارالبيضاء هي أن الشعب المغربي، بمختلف شرائحه، برهن من جديد على وعيه التام بضرورة الدفاع عن الوحدة الترابية للبلاد كلما تهددتها مخاطر . وأبرز أن هذه المسيرة المليونية، التي تم تنظيمها في وقت قياسي، تعكس تحولا إيجابيا في التعبئة بفضل الأحزاب السياسية والاستجابة العفوية لفعاليات المجتمع المدني والفعاليات النقابية. ومن جهته، اعتبر السيد عبد الوهاب العلالي أن الصورة التي حملتها مسيرة الدارالبيضاء للعالم هي التضامن الكبير والعفوي للمغاربة، بمختلف توجهاتهم، من أجل الدفاع عن وحدتهم الترابية. وبخصوص تغطية بعض وسائل الإعلام الاسبانية لأحداث العيون، قال إن عددا من هذه المنابر وضعت نفسها في "مآزق إعلامية" عندما قدمت صورا ملفقة ونسبتها لأحداث العيون، معتبرا ذلك مسا بأخلاقيات مهنة الصحافة وانتقالا من رسالة الإعلام والتواصل إلى التضليل والتزييف. كما اعتبر أن هناك علامات استفهام عديدة تطرح بشأن مواقف بعض الجهات السياسية والإعلامية الاسبانية التي تقف وراء الحملات التي تستهدف المغرب ووحدته الترابية، مبرزا أن المملكة في حاجة إلى تطوير استراتيجيتها الإعلامية بهدف التصدي لهذه المناورات الإعلامية وتوضيح موقفها أمام الرأي العام الدولي.