أقامت المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، أول أمس الخميس بالرباط، حفلا بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيسها تحت شعار " الجودة المعمارية"، بحضور الوزير الأول السيد عباس الفاسي وعدد من أعضاء الحكومة. وأبرز السيد عباس الفاسي، في كلمة بالمناسبة، الدور الكبير الذي تلعبه المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية في استيعاب الطلبة المهندسين، الذين كانوا يضطرون سابقا إلى الهجرة إلى أوروبا لاستكمال دراستهم، مشيدا بالمهام المنوطة بها في مجال تكوين الطلبة المهندسين، وذلك باحترام الخصائص المغربية في مجال الهندسة المعمارية. كما استحضر الوزير الأول مساهمة الأجيال الأولى من المسؤولين والمهندسين المعماريين في إرساء أسس ومناهج الدراسة والتكوين بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، مؤكدا أن هذا الصرح العلمي يشرف المغرب والمغاربة لما لعبه من دور هام في تعزيز مجال الهندسة المعمارية بالمملكة ومسايرة الأوراش الكبرى المفتوحة بالمغرب. ومن جهته، أبرز وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية السيد توفيق احجيرة، أهمية الأوراش الكبرى التي يعطي انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بربوع المملكة، والتي "تستدعي منا جميعا تأطير وتكوين المهندسين المعماريين ليس فقط في مجال السكن، ولكن في جميع القطاعات التي لها صلة بالمجال"، مشددا على ضرورة مواصلة الدفاع عن جودة الهندسة المعمارية وعن "المعمار المغربي الأصيل". وشدد على ضرورة انفتاح المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية على مختلف المدارس المختصة في الدول الأجنبية من أجل الاستئناس بتجاربها الخاصة وعقد اتفاقيات شراكة وتعاون معها، إضافة إلى إحداث أسلاك جديدة للتكوين في مجال الهندسة المعمارية، وخلق شواهد علمية عالية من قبيل الإجازة والماستر والدكتوراه. ومن جانبه، استعرض السيد بن سعيد منتصر، مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، خلال هذا الحفل الذي استمر من 23 إلى 26 نونبر الجاري، الحصيلة الإيجابية لهذه المدرسة من خلال ريادتها في مجال التكوين، مشيرا بالخصوص إلى تخرج 25 فوجا منذ إنشائها سنة 1980 أي ما يعادل 1500 مهندس معماري، إضافة إلى عملها على إبرام اتفاقيات شراكة مع العديد من المدارس المختصة في المجال المعماري لتدعيم برامج الدراسة والتكوين من خلال الاستفادة من الخبراء والأساتذة المرموقين على المستوى الدولي. وأضاف السيد منتصر أن المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية عملت على إطلاق سلك الدكتوراه وخلق شهادات ماستر في ميادين علوم المشهد والتراث، و مسالك جديدة تهتم بفن التصميم، إضافة إلى إحداث ملحقات للمدرسة الوطنية بكل من فاس وتطوان ومراكش. وتم أيضا، خلال هذا الحفل، توزيع الشواهد على خريجي الفوج 25 من المهندسين المعماريين برسم الموسم الدراسي 2009 - 2010 .