أكد لويس ماريا أنسون عضو بالأكاديمية الملكية الإسبانية أن الحزب الشعبي الإسباني يرتكب خطأ خطيرا في مقاربته تجاه المغرب وقضية الصحراء، مبرزا أن الحزب الشعبي تجاوز حدود الدهاء السياسي في محاولته كسر الحكومة الاشتراكية. وقال عضو الأكاديمية الملكية الإسبانية، في مقال للرأي نشرته اليوم الخميس صحيفة "إيل موندو" الإسبانية المقربة من الحزب الشعبي، "لا يمكن لإسبانيا ولا يجب عليها توفير الدعم والتمويل والحماية لجناح إرهابي تابع +للبوليساريو+ وذلك من حيث المبدأ"، موضحا أن ذلك هو "ما تقوم به الدعاية السياسية الشيوعية القديمة كما تجلى ذلك بوضوح في الأسابيع الأخيرة بدعم سخيف من الحزب الشعبي الذي تجاوز حدود الدهاء السياسي في محاولته كسر الحكومة الاشتراكية". وأبرز أن رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو "يتبع سياسة حكيمة ومرنة تجاه المغرب"، وذلك بالرغم من الانتقادات التي يمكن توجيهها إليه. وأضاف أن رئيس الحزب الشعبي ماريانو راخوي "يرتكب خطأ خطيرا بقذفه وصراخه ضد المغرب إلى جانب خابيير بارديم وأولئك الذين يحنون إلى عهد الشيوعية السوفياتية، إنه أمر غير مقبول تماما". وأشار الأكاديمي الإسباني إلى أنه "من الصعب أن أكتب هذا عن حزب سياسي يمكن أن يرأس الحكومة في سنة 2012 "، مضيفا أن إسبانيا لا يمكنها أن تفقد "معنى الموضوعية ولا التقدير الصائب". وتساءل الأكاديمي لويس ماريا أنسون عن الأهداف الحقيقية لهذه "اللعبة" التي تتعاطى لها بعض الأوساط في إسبانيا وعن المستهدف منها. وفي معرض حديثه عن جذور "الحركة الانفصالية للبوليساريو"، أكد عضو الأكاديمية الملكية الإسبانية أن "الاتحاد السوفياتي السابق شجع الحركات الإرهابية لإضعاف حلفاء الولاياتالمتحدة، وذلك في إطار محاولته تحقيق الهيمنة في العالم"، مذكرا بأن هذا النظام قام في "المنطقة الأورومتوسطية بتوفير التمويل والحماية والتدريب لفائدة الجيش الجمهوري الايرلندي في إيرلندا والألوية الحمراء في إيطاليا وبادير ماينهوف في ألمانيا والحركات الانفصالية في كورسيكا وبرتون في فرنسا وإيتا في إسبانيا وجبهة البوليساريو في المغرب". كما ذكر الأكاديمي الإسباني بأن "الجناح العنيف بالبوليساريو استفاد لسنوات عديدة من الأسلحة والتمويل والتدريب التي كان يوفرها له الاتحاد السوفياتي السابق إضافة إلى استفادته من تغطية صحفية بوسائل الإعلام الغربية التي تم اختراقها من قبل الدعاية السياسية السوفياتية مما أفاد كثيرا هذا الجناح من البوليساريو". ومن جهة أخرى، أكد عضو الأكاديمية الملكية الإسبانية أن "المغرب الذي عانى من عنف الإرهابيين أنفق مبالغ مالية كبيرة لوضع حد له"، مؤكدا أن "محاربة إرهاب البوليساريو خلفت العديد من الضحايا التي سالت دماؤها بمختلف المدن المغربية".