أكد المشاركون، في جلسة ضمن أشغال اليوم الثاني للسوق الدولي الأول للاستثمار النسائي الذي انطلق أمس الثلاثاء بالدارالبيضاء، على أهمية تحقيق الاندماج الاقتصادي الجهوي بالعالم العربي من أجل مواجهة التحديات التي باتت تفرضها العولمة. ودعا المشاركون، خلال هذه الجلسة التي تمحورت حول "التحديات الجيو استراتيجية والحكامة العالمية" إلى اعتماد الإجراءات الكفيلة بتحقيق الاندماج الاقتصادي بالعالم العربي وذلك من خلال الاستفادة من التجارب الاندماجية الناجحة في مقدمتها تجربة الاتحاد الأوروبي. وأبرزوا الدور الحاسم الذي يمكن أن تضطلع به المستثمرات العربيات في إنجاح عملية الاندماج والتكامل الاقتصادي، مذكرين، في هذا الصدد، بالمساهمة الفعالة للنخب في مسلسل الاندماج الاقتصادي عبر العالم. وحسب المشاركين فإن الاندماج الجهوي يعتبر "مفهوم تدريجي" إذ لا يمكن بلوغه في وقت وجيز وإنما يتطلب بذل جهود جبارة وطويلة الأمد لإرساء أسس سليمة لهذا الاندماج. وأشاروا إلى العراقيل التي تعيق الاندماج الاقتصادي بالعالم العربي، والمتمثلة بالخصوص في ضعف مساهمة القطاع الخاص وكذا في الافتقار للشفافية وغياب الحكامة. وبخصوص الحكامة المالية شدد المتدخلون على ضرورة تطبيقها على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، مبرزين أهمية إصلاح التركيبة المالية الدولية. وأضافوا أن هذا الإصلاح يتطلب بالأساس تعزيز الشفافية، والنهوض باندماج الأسواق المالية وتقوية التعاون الدولي وإصلاح المؤسسات المالية الدولية. ويهدف هذا اللقاء، الذي تنظمه الممثلية الدائمة لاتحاد المستثمرات العربيات بالمملكة المغربية على مدى أربعة أيام إلى دراسة السبل والوسائل الممكنة للاندماج وإحداث الإطار التنفيذي لذلك. ويشكل هذا المنتدى أيضا فرصة سانحة لإعداد استراتيجيات وسياسات قادرة على تشجيع الاستثمار النسائي وتحديد فرص الأعمال، وتحديد الشراكة بين القطاعين العام والخاص ودراسة علاقات العالم العربي مع الاتحاد الأوروبي. وتتواصل أشغال هذا اللقاء بتنظيم محاضرات وجلسات عامة وورشات ولقاءات عمل.