أكد المشاركون في الندوة الدولية المنعقدة يومي 22 و23 نونبر الجاري بالداخلة أن الأقاليم الجنوبية للمملكة تشكل أرضية خصبة لمستقبل التنمية المشتركة. وأوضح (إعلان الداخلة)، الذي صدر في ختام أشغال هذا اللقاء الدولي حول "الذكاء الترابي والتنمية الجهوية عبر المقاولة، تجارب دولية مقارنة"، أن "المملكة المغربية، وخصوصا أقاليمها الجنوبية، التي تعتبر بوابة على إفريقيا جنوب الصحراء تشكل، في الوقت الراهن، أرضية خصبة لمستقبل التنمية المشتركة ومختبرا حيا في خدمة تنمية منفتحة على إفريقيا المسلحة بأمل متجدد للنمو والتنمية، على الشريك الأوروبي خصوصا". وأكدوا في هذا السياق "أن الدول الإفريقية والفرنكوفونية، ومجموعة غرف التجارة والصناعة الملتئمة بمناسبة المؤتمر الدائم لغرف التجارة والصناعة الإفريقية والفرنكوفونية، والكونفدراليات الوطنية للمقاولات لها دور أساسي في تعزيز الروابط مع الدول الإفريقية الناطقة باللغة الانجليزية". كما شددوا على أن "الأزمة العالمية التي تعيشها الأمم والشعوب ومقاولات الجنوب والشمال تشكل أرضا خصبة للإبداع والابتكار والتفكير في نماذج غير مسبوقة للتنمية في هذا القرن"، معتبرين في السياق ذاته أن "الانتماء إلى شبكات المعرفة والعلم وقدرات الذكاء والخبرة المتبادلة المبنية على القيم المشتركة المتمثلة في الثقة، والتضامن والتنوع الثقافي، كلها تمثل قوة رافعة للتنمية والتعاون". وعلى صعيد آخر، اعتبر الخبراء أن حجم التحولات الاجتماعية والتقنية والاقتصادية، وكذا الضرورة الملحة لخلق ثروات جديدة وتوفير مناصب شغل إضافية عن طريق تشجيع المبادرة الحرة، سيجعل من مقاربة الذكاء الترابي عنصرا محوريا في مجالات التنمية، والابتكار بالمناطق الجنوبية والشمالية. كما عبروا عن اقتناعهم بأن الذكاء الاقتصادي يشكل أداة للتحكم في المعلومة والمعارف لخدمة استراتيجيات التنمية ويغذي القدرة على التعاون الضرورية من أجل بناء تحالفات غير مسبوقة في مواجهة المخاطر المعاصرة التي لا يمكن مواجهتها بشكل انفرادي. واعتبروا أن ديناميات التنمية المحلية عبر المقاولة المبنية على تعبئة "العبقرية البشرية" وعلى مقاربة الذكاء الاقتصادي والاستراتيجي، مع الإسهام في تشجيع الأنماط الجديدة للجهوية، تشكل حركة قوية للتنمية المستدامة التي تروم تقليص الفوارق وخلق مصادر جديدة للدخل، والأمن الاقتصادي، والتنمية التضامنية ذات المنافع المتبادلة. وقرر الخبراء القادمون من القارات الخمس إحداث شبكة مجموعة خبراء وممارسين للذكاء الترابي المجتمعين في الداخلة في إطار شبكة المعرفة والعلم، و التي نظمت فيها الأعمال من قبل الجمعيات المؤسسة، والتي من شأنها توحيد المجموعات الوطنية للممارسين والخبراء المتواجدين في الداخلة في إطار آجال منتظمة بهدف متابعة وتطوير التبادل ومواكبة وتقييم الأشغال والمشاريع التي تم الالتزام بتنفيذها والمصادقة عليها في هذا الإطار. كما قرروا الإسهام الفعلي في تلاقح شبكات الخبراء والممارسين قصد توليد استعمالات متجددة ومبدعة للذكاء الاقتصادي في خدمة إعداد ناجع ومتكيف للتراب يتماشى مع التحولات الجديدة لأنظمة الإنتاج المحلية والجهوية التي يفرزها واقع العولمة. وتسمح هذه الشبكات لكل طرف وشريك، في تنوعه، بإغناء وإدماج دينامية الابتكار الجماعي والتعاون، اعتمادا على تقاسم الخبرة والتجارب بين المجالات الترابية وفاعلي التنمية في ميادين الاقتصاد والصناعة التقليدية، كما على صعيد الثقافة والاجتماع. يشار إلى أن هذا اللقاء الدولي، الذي نظم بمبادرة من الجمعية الدولية للذكاء الاقتصادي وجمعية الأبحاث والدراسات للتنمية تميز بمشاركة خبراء ومؤسسات مختصة في مجال الذكاء الاقتصادي في علاقاته بالتنمية الجهوية من آسيا وأمريكا وأوروبا وإفريقيا والمغرب العربي وجزر الكرايبي. وتركز هذا اللقاء الدولي المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على موضوع الذكاء الترابي المنشود كاستراتيجية عمومية وجماعية من أجل إعادة انتاج مشترك للتنمية الجهوية، وبلورة مقاربات التنمية الترابية عبر المقاولة. وتمحورت مواضيع هذه الندوة حول "سياسات الذكاء الترابي، تجارب دولية مقارنة"، و"مجموعات المقاولات، والدينامية الترابية"، و"إدارة التنمية الجهوية، التنظيم والأدوات المبتكرة"، و"تمويل تعزيز عناصر الجاذبية للجهات الترابية"، و"شراكة الجامعة والمقاولة والجهة : نتائج وآفاق التطور"، و"الأمن الاقتصادي للجهات الترابية".