تشهد العاصمة فيينا ومدينة غراتز، ثاني أكبر المدن النمساوية (جنوب شرق البلاد)، أنشطة مكثفة تتواصل إلى مستهل السنة القادمة، للتعريف بأوجه التقدم الذي يشهده المغرب، خاصة في المجالات الثقافية والاقتصادية. فإلى جانب أسبوع الطبخ المغربي الذي انطلق أمس الخميس بأحد أفخم الفنادق بفيينا، سينظم بقصر (بالفي) بالعاصمة النمساوية، مابين 22 و 29 نونبر الجاري، معرض تشكيلي بمشاركة الفنانين المقيمين في النمسا، عبد الحق أغزوت ومحمد أبو عبيدة اللذين سيتسلمان جوائز تقديرية لما يبذلانه، في المجال الثقافي، من جهود للتعريف بالفنون التشكيلية المغربية في النمسا. وتشمل الأنشطة الثقافية، أيضا، تنظيم أسبوع للفيلم المغربي لتعريف الجمهور النمساوي على الطفرة والتنوع اللذين شهدهما الإنتاج السينمائي في المغرب خلال السنوات الأخيرة. وأفاد بلاغ للسفارة المغربية في فيينا أن هذه التظاهرات تشمل، أيضا، ندوة اقتصادية ستنظم يوم 23 نونبر، بتعاون مع الغرفة الاقتصادية الفدرالية النمساوية، و بمشاركة العديد من المسئولين ورؤساء المقاولات من مختلف مجالات النشاط الاقتصادي، إضافة إلى فاعلين من القطاع السياحي وأساتذة جامعيين من المغرب. وستناقش الندوة تحفيزات وفرص الاستثمار التي تتيحها المملكة، كما ستمكن الفاعلين الاقتصاديين المغاربة من عقد لقاءات مع نظرائهم النمساويين لبحث إمكانيات التعاون. وبمدينة غراتز، التي تعتبر مركزا اقتصادا وتجاريا وثقافيا هاما، ستنظم ندوة مماثلة في 25 نونبر، تتناول، بالخصوص، المشاريع الاقتصادية والأوراش المهيكلة الكبرى الجارية في المغرب. كما ستعقد جلسات عمل مع المسئولين بغراتز لإطلاق مشاريع تعاون في المجالين الثقافي والجامعي مع هذه المدينة. وأضاف المصدر ذاته أنه، في ما يخص الجوانب السياسية والإستراتيجية للمغرب، يجري التحضير لندوة هامة ستعقد خلال شهر يناير القادم بالأكاديمية الدبلوماسية في فيينا، حول العلاقات بين المغرب و الاتحاد الأوربي، تحت عنوان: " علاقات المغرب و الاتحاد الأوربي: تحديات شراكة إستراتيجية "، بمشاركة مسئولين وأكاديميين مغاربة. وأضاف البلاغ أن هذه التظاهرات الثقافية والاقتصادية والسياسة، التي تم فيها إشراك الجالية المغربية المقيمة في النمسا، تتوخى التعريف بالمغرب كبلد عصري ومنفتح، وترسيخ صورته كشريك ملتزم يحظى بالتقدير.