أكد الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، السيد يوسف العمراني أن الاتحاد من أجل المتوسط، الذي يقوم على مبادئ الرئاسة المشتركة والمساواة والتكافؤ والقرار المشترك، كفيل بتعزيز المسؤولية المشتركة وانخراط الجميع في هذا المسلسل، سواء من جانب شركاء الشمال أو الجنوب، لجعل هذا الاتحاد بمثابة شراكة حقيقية بين فاعلين متساوين. وأضاف السيد العمراني في كلمة خلال ندوة حول آفاق المسلسل الأورو-متوسطي، نظمتها شبكة أوروميسكو والمعهد الأوروبي للمتوسط، يومي الأربعاء والخميس ببرشلونة، أنه يتعين على الاتحاد من أجل المتوسط، الذي يشتغل وفق نظام حكامة مؤسساتية غير مسبوق في تاريخ العلاقات الأورومتوسطية، تجسيد منهجية العمل في إطار مشاريع، والتي تشكل الإبتكار الحقيقي للاتحاد الذي يسعى لأن يكون اتحاد مشاريع يحقق إنجازات ملموسة. وحسب السيد العمراني، فإن المنهجية البراغماتية المعتمدة من قبل الاتحاد من أجل المتوسط، تمر عبر انفتاحه على محيطه الإقليمي من خلال إرساء تعاونات معززة ومتعددة الأبعاد، وخلق انسجام بينها، مشيرا في هذا الصدد إلى أن اتحاد المغرب العربي يتيح إمكانية كبيرة لتحقيق هذه الغاية. وأضاف السيد العمراني أن بلوغ هذا الهدف يتطلب تمكين الاتحاد من أجل المتوسط من موارد عملية طموحة بما يكفي، وبوسائل عمل ناجعة من أجل التصدي لمظاهر عدم الاستقرار، وتدارك التأخرات، وتصحيح أوجه الهشاشة، وكذا من أجل تحويل التحديات القائمة إلى فرص للمستقبل. من جهة أخرى، أكد السيد العمراني خلال هذه الندوة التي نظمت في إطار الاحتفال بالذكرى ال` 15 لإطلاق المسلسل الأورومتوسطي لبرشلونة، أن المغرب له قناعة راسخة بأن الاتحاد من أجل المتوسط يعد، من خلال حكامته المشتركة وهندسته المؤسساتية الخلاقة وإدماجه للعديد من الفاعلين والمتدخلين، بمثابة الإطار المثالي والملائم لإحداث تغيير في طريقة النظر إلى المنطقة المتوسطية، وجعلها فضاء جيو- سياسيا متضامنا. وشدد الدبلوماسي المغربي، من جهة أخرى، على أن الاتحاد من أجل المتوسط يعد بمثابة إطار للشراكة يجمع بين فاعلين متساوين، وأنه، اعتبارا لذلك، يتوجب على كل واحد من أعضائه تحمل مسؤوليته المباشرة في الارتقاء به. وأبرز أن هذا الإتحاد يتوفر على كل الآليات الكفيلة بإرساء حكامة أورو - متوسطية أكثر نجاعة، شريطة الاستثمار الأمثل لمكاسب مسلسل برشلونة والتمكن من خلق انسجام بين تعاونات معززة وذات أبعاد متعددة. كما أشار الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون إلى أن مستقبل الشراكة الأورو-متوسطية رهين بقدرة أعضاء الاتحاد من أجل المتوسط على الاندماج والعمل وفق طبيعته التشاركية الجديدة، بما يكفل للاتحاد بأن يرسخ نفسه أكثر فأكثر كخيار متوافق بشأنه بكل حرية ويشتغل وفقا لروح الشراكة التي تقوم على الالتزام والمسؤولية المشتركة والتضامن. وحسب المسؤول المغربي، فإن الهدف يكمن في بناء فضاء للتعاون المندمج والسلمي، يمكن لكل شريك فيه أن يتطور، حسب إيقاعه ووفقا لخصوصياته الثقافية، في إطار محاور متعددة للتقارب، سياسية وديموغرافية واقتصادية واجتماعية وثقافية وإنسانية وبيئية. يشار إلى أن أشغال هذه الندوة تمحورت حول أربع مواضيع، وهي اشتغال وتحسين الإطار المؤسساتي الصاعد للمنطقة الأورو-متوسطية، والسياسة الخارجية والأمنية المشتركة المعززة بالمنطقة المتوسطية، والجغرافية السياسية الصاعدة في البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، والاتحاد من أجل المتوسط باعتباره اتحادا للمشاريع الرامية إلى هيكلة المنطقة الأورو-متوسطية. وقد شارك في هذا المؤتمر نحو مائة من المسؤولين الحكوميين والخبراء ومديري مراكز الدراسات والأبحاث بالمنطقة الأورو-متوسطية، من بينهم على الخصوص، الحبيب بن يحيى، الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، وسينين فلورانسا، المدير العام للمعهد الأوربي للمتوسط، وبنيتا فيريرو-فالدنير، المفوضة الأوروبية السابقة للعلاقات الخارجية والسياسة الأوربية للجوار.