يواصل نحو ثلاثة ملايين حاج من ضيوف الرحمن، اليوم الأربعاء، أداء مناسكهم في المشاعر المقدسة بعد قيامهم برمي جمرة العقبة ونحر الهدي في مشعر مِنى. وبعد التحلل الأصغر من الإحرام في منى، توجه الحجيج إلى الكعبة المشرفة في مكةالمكرمة لأداء طواف الإفاضة، وهو ركن من أركان الحج يتحلل بعده الحاج التحلل الأكبر، ثم يسعى بين الصفا والمروة. وبعد ذلك يتبقى أمام ضيوف الرحمن، أداء مناسك رمي الجمرات الثلاث طوال أيام التشريق الثلاثة التي تبدأ بثاني أيام العيد ويجوز للمتعجلين خلالها الاكتفاء برمي الجمرات ليومين فقط. وحسب مصادر أمنية سعودية، فإن منطقة الجمرات لم تشهد ازدحامات خانقة بعدما أسهم جسر الجمرات الضخم المتألف من خمسة مستويات في "سلاسة التحرك وانسيابية المرور". وأكدت المصادر ذاتها، أن "الحجيج سلكوا طريقهم على هذه الجسور لرمي الجمرات وعادوا من طرق مختلفة، بعدما استوعب كل جسر حوالي 120 ألف حاج وزود كل منها بعشرات السلالم الكهربائية والمصاعد لذوي الاحتياجات الخاصة". وبدا جلياً، يضيف المصدر، تأثير مشروع تطوير منطقة الجمرات في مشعر منى الذي نفذته حكومة خادم الحرمين الشريفين، في حل مشاكل الزحام عند رمي الجمرات التي كانت تشكل هاجساً وخوفاً عند الحُجاج بسبب بعض الحوادث التي وقعت في الأعوام السابقة جراء التدافع والتزاحم عند الرمي. وأتاح المشروع ذاته للحجاج، أداء نسك رمي الجمرات ب`"راحة تامة وبسهولة لتعدد طوابق الجسر وتعدد المسارات المؤدية إليه وتوافر كل الخدمات الأمنية والصحية على مدار الساعة في مواقع مختلفة من الجسر". وأضافت ذات المصادر، أن مشروع تطوير جسر الجمرات رافقته مشاريع جديدة في منطقة الجمرات شملت إعادة تنظيم المنطقة وتسهيل عملية الدخول إلى الجسر عبر توزيعها على ستة اتجاهات وتنظيم الساحات المحيطة بجسر الجمرات لتفادي التجمعات بها. وكان ضيوف الرحمن قد نفروا مع غروب شمس أول أمس الاثنين الموافق للتاسع من ذي الحجة إلى مزدلفة بعد أن قضوا نهارهم على صعيد عرفات وأدوا الركن الأعظم للحج. وبات الحجاج ليلتهم في مزدلفة بعد أن أدوا بها صلاتي المغرب والعشاء جمعاً وقصراً ثم بدأوا صباح أمس الثلاثاء في التوجه إلى منى لرمي جمرة العقبة في أول أيام عيد الأضحى المبارك.