طالب إسماعيلي مولاي سلمة ولد سيدي مولود، من مدريد، وسائل الاعلام الاسبانية ب"التخلي عن الكيل بمكيالين" لدى تطرقها لقضية الصحراء. وأكد ولد سيدي مولود، خلال ندوة صحفية مساء أمس الخميس بالعاصمة الاسبانية على هامش إطلاق الحملة الدولية للتضامن مع مصطفى سلمة ولد سيدي مولود الذي اختطفته ميليشيات "البوليساريو" منذ 21 شتنبر الماضي، أن وسائل الإعلام الإسبانية التي تتناول جميع أنشطة "الانفصاليين" وخصوم الوحدة الترابية للمملكة تفضل "الصمت" بخصوص قضية اختطاف إبنه الذي لم يرتكب أي ذنب سوى التعبير علانية عن تأييده للمقترح المغربي بمنح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية للمملكة. وأبرز أن وضعية مصطفى سلمة ولد سيدي مولود تهم أيضا الحكومة الإسبانية التي تدرك أكثر من أية جهة أخرى الوضع الحقيقي في الصحراء المغربية وفي مخيمات تندوف بجنوب غرب الجزائر، مؤكدا أن إسبانيا التي تعلم جيدا بأن الصحراء أرض مغربية على اطلاع تام بتاريخ الصحراء وبالقبائل الصحراوية التي تقطن بالمنطقة. وفي هذا الاطار، وجه إسماعيلي مولاي سلمة ولد سيدي مولود نداء إلى الحكومة الإسبانية ومنظمات المجتمع المدني بإسبانيا للقيام بتدخل عاجل للضغط على "البوليساريو" والجزائر من أجل الإفراج الفوري عن مصطفى سلمة. وطالب والد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، في تدخل مؤثر، بإطلاق سراح ابنه الذي عوقب على استعمال حقه في التعبير بعد أن أعلن دعمه للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، داعيا الحكومة الإسبانية والمنظمات غير الحكومية المهتمة بحقوق الإنسان إلى مساعدته على الكشف عن مصير ابنه. كما طالب إسماعيلي مولاي سلمة ولد سيدي مولود، أمام حضور متأثر، بإطلاق سراح جميع المواطنين الذين تحتجزهم ميلشيات "البوليساريو" بتندوف بجنوب غرب الجزائر منذ أزيد من ثلاثين سنة ووضع حد لمعاناتهم. وأكد والد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المقترح المغربي بمنح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية للمملكة يعد الحل الوحيد الذي يريده الصحراويون لطي هذا النزاع المفتعل، داعيا إسبانيا إلى المساهمة بجدية من أجل إيجاد حل واقعي لهذا النزاع الذي عمر طويلا. ومن جهة أخرى، أعرب عن امتنانه لجميع المنظمات غير الحكومية في الولاياتالمتحدة ولكافة قادة الرأي الأمريكيين الذين تصدوا للدفاع عن إبنه الذي يجهل مصيره منذ اختطافه من قبل ميليشيات "البوليساريو". ومن جانبه، طالب محمد الشيخ رئيس لجنة العمل من أجل إطلاق سراح مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، في تصريح مماثل، بالإفراج الفوري عن شقيقه مصطفى سلمة ولد سيدي مولود ورفع الحصار عن المحتجزين بمخيمات تندوف، مبرزا أن قضية شقيقه أضحت تحظى بتأييد العديد من منظمات المجتمع المدني في العالم. وأعرب عن قلقه الشديد تجاه وضعية شقيقه الذي يتعرض لكافة أشكال التعذيب والتهديد من أجل الضغط عليه للعدول عن مواقفه الداعمة لمخطط الحكم الذاتي باعتباره السبيل الوحيد والجدي لإنهاء النزاع حول الصحراء. يذكر أن المنظمتين غير الحكومتين الأمريكيتين "فري ماي فاميلي نوو" و"ليدر شيب كانسل فور هيومن رايتس" أطلقتا، أمس الخميس، بالعاصمة الإسبانية حملة دولية للتضامن مع مصطفى سلمة ولد سيدي مولود الذي اختطفته ميليشيات "البوليساريو". وقد تميز حفل تقديم هذه الحملة التضامنية الدولية لوسائل الإعلام الاسبانية والدولية بحضور والد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود وفاعلين بعدد من المنظمات غير الحكومية الإسبانية والدولية وجمعيات المهاجرين المقيمين بإسبانيا بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين والمحامين الإسبان والخبراء في قضايا المغرب العربي. وتتوخى هذه الحملة التضامنية، المنظمة بمبادرة من المنظمتين غير الحكومتين الأمريكيتين "فري ماي فاميلي نوو" و"ليدر شيب كانسل فور هيومن رايتس"، تحسيس الرأي العام الإسباني والدولي بوضعية مصطفى سلمة ولد سيدي مولود الذي اختطفته ميليشيات "البوليساريو" بمباركة جزائرية بسبب التعبيرعن آرائه السياسية بشكل حر بشأن النزاع حول الصحراء. وكان ولد سيدي مولود قد زار مؤخرا المغرب، حيث عقد ندوة صحفية بمدينة السمارة أعرب خلالها عن دعمه للمبادرة المغربية بمنح حكم ذاتي موسع بالصحراء كحل نهائي لنزاع عمر لأزيد من ثلاثة عقود وكتسوية من شأنها التمكين من جمع شمل العائلات الصحراوية، مؤكدا عزمه على العودة إلى مخيمات تندوف من أجل التعريف بهذه المبادرة. يذكر أن مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، الذي كان قد أعلن عن الإفراج عنه يوم سادس أكتوبر الماضي، اختطف يوم 21 شتنبر الماضي عندما كان في طريقه إلى مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، حيث مورس عليه تعذيب نفسي وجسدي خطير. وكانت لجنة العمل من أجل إطلاق سراح مصطفى سلمة ولد سيدي مولود قد كشفت أن هذا المناضل الصحراوي يعاني حاليا من إصابة في ساقه بعد تعرضه، خلال محاولة للفرار من مكان احتجازه، لإطلاق النار من طرف حراسه. وذكرت اللجنة، في بلاغ لها، أن عائلة المناضل الصحراوي توصلت بمعلومات تفيد بأن مصطفى سلمة "في محاولة للفرار من جحيم التعذيب الجسدي والضغط النفسي اللذين تمارسهما عليه مليشيات البوليساريو والسلطات الجزائرية، في مكان احتجازه منذ أكثر من خمسة أسابيع، تعرض لإطلاق النار من طرف حراسه، وهو الآن يعاني من إصابة في ساقه".