قدم جوق الرباط لموسيقى الآلة، مساء أمس الثلاثاء بساحة سوطومايور بمدينة بال باراييسو (120 كلم عن سانتياغو)، عرضاً موسيقياً، وذلك في إطار فعاليات المنتدى العالمي للثقافات في دورته الثالثة. ولاقى العرض الموسيقي لهذه المجموعة المغربية تجاوباً من قبل الجمهور، ساكنة بال باراييسو والمتوافدين على المنتدى، الذي شدت انتباهه المقطوعات التي تمتح من ربيرتوار الموسيقى الأندلسية المغربية، متناً ولحناً، والتي أدى منها الجوق تواشي نوبة الاستهلال وصنائع مختارة من ميزان القدام الجديد وقدام طبع رصد الذيل مخللة بمواويل وإنشادات، إضافة إلى مقطوعة (يا بنت بلادي) وهي من التراث الشعبي لشمال المملكة ومن مأثورات الفنان الراحل عبد الصادق شقارة، وهي القطعة التي انساق مع أنغامها الجمهور الحاضر، لمزجها بين الإيقاع المغربي والفلامنكو الإسباني. وكان جوق الرباط لموسيقى الآلة قد أحيى عرضين مماثلين (30 و31 أكتوبر الماضي) بفضاء مابوتشو (وسط العاصمة الشيلية) ضمن فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للكتاب لسانتياغو (من 29 أكتوبر الماضى إلى 14 نونبر الجاري)، على هامش مشاركة المغرب، للمرة الثالثة على التوالي، في هذا الحدث الثقافي الهام بأمريكا الجنوبية، في إطار الجهود التي تبذلها وزارة الثقافة وسفارة المملكة بالشيلي ومركز محمد السادس لحوار الحضارات بكوكيمبو، للتعريف بالثقافة والحضارة المغربيتين في هذا البلد وتقريب المواطن الشيلي من المغرب. وسيحيي الجوق غداً الخميس حفلاً موسيقياً بمدينة لاسرينا (450 كلم شمال سانتياغو) بأحد الفضاءات الدينية التي تم ترميمها وتحويلها إلى مركز ثقافي، وذلك في إطار مشاركته في الأنشطة الموازية للمعرض الدولي للكتاب. وإضافة إلى العرض الذي قدمته المجموعة المغربية ، مساء أمس، شاركت في هذه الأمسية الساهرة مجموعة الكونغريسو (أَُهْمsُ)، وهي فرقة محلية من بال باراييسو تمزج في موسيقاها بين مقامات وإيقاعات تمتح من موسيقات ثقافات أخرى. يذكر أن المنتدى العالمي للثقافات، الذي افتتحت دورته الثالثة في 22 أكتوبر الماضي وتتواصل إلى غاية 4 دجنبر المقبل، يتوخى ترسيخ الحوار كأساس للتفاهم والتقارب بين الثقافات المتباينة والمتباعدة جغرافياً، والمساهمة في تحقيق التنمية على المدى البعيد، وإعداد برامج يكون لها انعكاس إيجابي وملموس على أوجه ومظاهر الحياة المدنية. وتتمحور أشغال الدورة الثالثة لهذا المنتدى، الذي أقيمت نسخته الأولى في برشلونة (إسبانيا) سنة 2004، والثانية في مونتيري (المكسيك) سنة 2007، حول "الثقافة والتنمية"، "الذاكرة التاريخية" و"المدينة والبحر".