أكد المشاركون في لقاء تحسيسي مع القطاعات النسائية للأحزاب السياسية حول "الصحة الجنسية والإنجابية والاشتغال على السيدا" ، نظم اليوم السبت بالرباط ، أنه يمكن للسياسة أن تعالج هذا الداء. وفي كلمة ألقتها أمام مجموعة من المنتخبات والمستشارات والفاعلات السياسيات والجمعويات خلال هذا اللقاء الذي نظمته المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا، قالت السيدة نادية بزاد الرئيسة المنتدبة للمنظمة "لقد بلغنا مرحلة بات من الضروري فيها إشراك الأحزاب السياسية في المعركة التي نخوضها ضد السيدا منذ عشرين عاما". وأضافت أنه رغم المجهودات المبذولة في مجال محاربة داء فقدان المناعة المكتسبة (سيدا) للحد من انتشاره، فإن النتائج المحققة ما تزال "خجولة وغير مرضية"، لاسيما ، في ظل غياب برنامج شامل يعمل على تحقيق أهداف الألفية للتنمية في أفق 2015 في مجال الصحة الجنسية والإنجابية. ودعت في هذا اللقاء الذي يندرج ضمن سلسلة من الملتقيات الجهوية والوطنية تجريها المنظمة مع نساء الأحزاب السياسية، كافة المنخرطات في الحقل السياسي والجمعوي إلى إدراج مسألة داء فقدان المناعة المكتسبة ضمن أولويات برامجها السياسية، على اعتبار أن السيدا "مشكل اجتماعي وسياسي ،أيضا، وليس صحيا فحسب". ومن هذا المنطلق، أكد السيد عزوز التونسي ، أستاذ باحث وعضو في المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا ، أن الهدف الأساسي من هذا اللقاء التواصلي الذي جاء بالأساس ليخاطب الفاعلات في القطاعات النسائية داخل الأحزاب السياسية، هو جعل قضية السيدا في المغرب أولوية وطنية ينبغي تعبئة كل الطاقات لها وتحسيس كافة الأحزاب بضرورة إدراجها في برامجها الانتخابية. وفي معرض حديثه عن واقع الصحة الإنجابية بالمغرب، ولا سيما صحة المرأة، أشار إلى أن النتائج ليست في مستوى الطموحات المسطرة ، مع تسجيل 132 حالة وفاة عند كل 100 ألف عملية ولادة، أي بمعدل وفاة ثلاث سيدات في اليوم الواحد أثناء الوضع. كما نبه إلى أن الحالات المتراكمة لداء فقدان المناعة المكتسبة المسجلة ، منذ سنة 1986 تصل إلى ثلاثة آلاف و198 حالة من الذين شملهم التشخيص، مشيرا إلى أن هذا الرقم " لا يعكس حقيقة الوضع" لا سيما في ظل غياب تربية جنسية وتحسيس فعال. ولهذا ، ينبغي - حسب المسؤول في المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا - أن تصبح الصحة الجنسية والإنجابية والاشتغال على السيدا هاجس السياسي الأول، "لأن التدخلات في هذا الشأن مرتبطة بقرارات سياسية"، لافتا الانتباه إلى أن السيدا "تتغذى من عدم القدرة على الفعل الجماعي والعمومي"، وأن انخراط المنتخب "هو أكثر من مسؤولية بل واجب سياسي". للإشارة، فإن المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا ( فرع المغرب) - ومنذ إنشائها سنة 1994 تهدف ، من خلال فروعها الجهوية ، إلى تحسين مستوى عيش المصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة بالمغرب، وضمان الكفالة الطبية والنفسية لهم، وتحسيس الأشخاص الأكثر عرضة للداء لا سيما النساء والشباب.