فتحت مدينة فاس، أمس الجمعة، أبوابها لاستقبال أشهر الطباخين وخبراء فنون المائدة، في إطار الدورة الخامسة لمهرجان الطبخ الدولي. وشكل افتتاح المهرجان، الذي تنظمه مؤسسة "روح فاس"، فرصة للمنظمين لتسليط الضوء على الخبرات والطقوس المتعلقة بالمطبخ في الديانات التوحيدية الثلاث، والتي سيتم الاحتفاء بها في أماكن متعددة من المدينة العريقة، تشهد على الحضارتين الأمازيغية والعربية الأندلسية. وأكد السيد محمد القباج، رئيس مؤسسة "روح فاس"، أن هذه التظاهرة تروم إنعاش روح الثقافة والحوار في مدينة وارثة لتأثيرات متنوعة، خصوصا في العصر الذهبي للأندلس الذي شهد أوج التلاقح بين الديانات والثقافات. وقال السيد القباج إن المنظمين يتطلعون إلى الجمع بين الممارسة والخبرة المطبخية في الاحتفالات من جهة، والتفكير في ثقافة الطبخ ودلالات الاحتفال في الديانات الثلاث من جهة ثانية، مضيفا أن التفاعل بين مهارات وخبرات الطبخ عبر التاريخ أفرز طائفة متنوعة من الوجبات المحلية والجهوية والأجنبية. وحسب رئيس المؤسسة، فإن الديانات التوحيدية الثلاث فرضت قوانين صارمة في مجال التغذية والتحضيرات المطبخية، حيث يبدو التمايز واضحا في المغرب بين الإسلام والمسيحية واليهودية". ومن جانبه، قال مدير المهرجان السيد عبد الحق عزوزي إن حركة الشعوب عبر الزمن ساهمت في تعميق التمازج بين الثقافات والحضارات، وبالتالي إفراز مفاهيم وأنماط معيشية جديدة تأقلمت مع ظروف وأوضاع مجتمعات الاستقبال. وأبرز السيد عزوزي أن فن الطبخ شكل دائما موضوع تأثيرات حضارية هامة تتعلق بالهوية والتراث الثقافي للمجتمعات. وعلى مدى ثلاثة أيام، تجمع فضاءات فاس عددا هاما من طباخي العالم وصناع الحلويات ومحاضرين وكتاب وذواقيين، ضربوا موعدا لتكريم ذاكرة المطبخ في الاحتفالات المرتبطة بالديانات الثلاث، من خلال ورشات ومعارض وندوات.