أكد السيد مسعود أحمد مدير قسم الشرق الاوسط وآسيا الوسطى بصندوق النقد الدولي أن المغرب سجل "تقدما ملموسا" خلال السنوات العشر الاخيرة في مجال الاستقرار الماكرو اقتصادي وتقليص الفقر. وأضاف المسؤول الدولي ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء ،عشية مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي لمنطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا الذي سيفتتح أشغاله يوم غد الثلاثاء بمراكش، أنه رغم الازمة الاخيرة في أوروبا فإن النمو الاقتصادي في المغرب ينتظر أن يستقر في مستوى مطمئن سنة 2010 في حين يتوقع أن تستقر نسبة التضخم في أقل من 2 في المائة. * نمو اقتصادي مرتفع ضروري لانعاش الشغل وأشار السيد أحمد مسعود إلى أن الجهود المبذولة من قبل الحكومة المغربية لتعزيز البنية التحتية وتحسين مناخ الاعمال من شأنها أن تساهم في تحسين تنافسية المغرب وتمكينه من إبقاء استراتيجيته للنمو مرتكزة على الصادرات والتصدي لمشكل البطالة الذي يظل ، على غرار باقي بلدان المنطقة، "إنشغالا مهما" يتطلب معدلات نمو اقتصادي مرتفعة. وأضاف المسؤول الدولي أن الجهود المبذولة من قبل المغرب لتحسين خدمات الصحة والتربية هي أيضا ضرورية لضمان نمو متواصل مشددا على ضرورة استمرار هذه الجهود. *رد فعل الحكومة مكن من دعم الطلب الداخلي وعلى الصعيد الضريبي والمالي اعتبر السيد أحمد مسعود أن المغرب تحرك ب"الشكل المناسب" إزاء تدهور المناخ المالي الدولي ، مشيرا إلى أن الإجراءات المالية المتخذة من قبل الحكومة مثل زيادة مصاريف الاستثمار العمومي والمساعدات المخصصة للقطاعات الأساسية كلها عوامل مكنت من دعم الطلب الداخلي. وأشار إلى أن تقليص معدل فائدة بنك المغرب وتخفيض معدلات الاحتياط الإجباري وكذا مراقبة يقظة للقطاع المالي، كل ذلك مكن من تعزيز الثقة. وعلى الصعيد الجهوي أشار مسؤول صندوق النقد الدولي إلى أن الدول المستوردة للنفط بمنطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا (المغرب وتونس ومصر وموريتانيا والاردن ولبنان وسورية) تمكنت فعلا من تجاوز الازمة من خلال لجوئها لاجراءات دعم الميزانية بشكل فعال مع الاخذ بعين الاعتبار هامش المناورة ، مشيرا إلى أنه ، ما دامت اقتصادات هذه الدول قد تعززت ، فقد أصبح بإمكانها الآن الإنكباب على إعادة التوازن لمالياتها العمومية. وأوضح السيد مسعود أحمد أن أهم التحديات بالنسبة لهذه الدول على الصعيد السوسيواقتصادي ستتمثل في تسريع وتيرة النمو وخلق منافذ لساكنة شابة تتزايد بسرعة ، ملاحظا بأن هذه الدول مطالبة بخلق أكثر من 18 مليون منصب شغل خلال السنوات العشر المقبلة لامتصاص الوافدين الجدد على سوق الشغل وبالتالي القضاء على "بطالة مزمنة ومرتفعة". وقال إنه بالنظر إلى ضعف إعادة النشاط لاسواق العمل من أجل النمو يتعين تحقيق نمو بمعدل 5ر6 في المائة مقابل 5ر4 في المائة في العشرية الماضية ، موضحا أنه لتحقيق هذا الهدف يتعين على الدول المستوردة للنفط بالمنطقة تعزيز مبادلاتها مع الدول الصاعدة ذات النمو المرتفع ورفع تنافسيتها. وأضاف أنه يتعين ،في هذا الصدد ، على هذه الدول واعتمادا على التقدم الذي تم إحرازه مؤخرا، الاستمرار في اتخاذ تدابير تروم تحسين مناخ الاعمال ونشاط أسواق الشغل بها. * الاندماج المغاربي مشروع مهم يحظى بدعم قوي من طرف الصندوق وعلى صعيد المغرب العربي أكد السيد أحمد مسعود أن الاندماج المغاربي يعد "مشروعا مهما" يحظى بدعم قوي من طرف صندوق النقد الدولي ، وذلك من خلال تنظيم مؤتمرات إقليمية ، مشيرا إلى أن المؤتمر الخامس من هذا النوع ، بعد مؤتمرات الجزائر العاصمة والرباط وتونس وطرابلس ، سيعقد في فبراير 2011 بنواكشوط حول موضوع الاستثمارات الاجنبية المباشرة نحو المغرب العربي وما بين الدول المغاربية. وقال إن هذا اللقاء يندرج أيضا في إطار جهود دول المنطقة لتعزيز الاندماج الاقتصادي والاقليمي وخلق سوق مغاربية شاسعة لتشجيع الاقتصادات وجعل المنطقة أكثر جذبا للمستثمرين المحليين والاجانب.