(مبعوث الوكالة عبد الله البشواري) لركوب الخيل بالمغرب تقاليد عريقة توارثتها العائلات المغربية أبا عن جد وحافظت عليها على مر السنين مرسخة بذلك المكانة الرفيعة التي يحظى بها الفرس في الثقافة المغربية، وهو ما يدل عليه الاهتمام المتواصل بالحرف المرتبطة به كما هو الشأن بالنسبة لصناعة "المكحلات" و"السروج". ويشكل معرض الفرس بالجديدة فرصة لبعض هؤلاء الصناع وعشاق الزينة التي تزيد ركوب الخيل أنفة وعزة، لإظهار مهاراتهم واهتمامهم بكل ما له علاقة بالجياد. ومن هذه الصناعات التي لاقت إعجاب زوار المعرض الذي انطلقت فعالياته يوم الأحد الماضي، صناعة "المُكحلة" (البندقية) التي يتطلب إنجازها وإخراجها في أبهى الحلل مهارة ودقة متناهيتين. تختلف ميزات وخصائص "المُكحلة" المغربية حسب كل منطقة بالمملكة، إذ تبدأ على سبيل المثال بأزيلال، باختيار "جعبة حديدية" تقليدية أو رومية توضع ببيت النار "الكانون" لمنحها الشكل المرغوب فيه. وبعد هذه المرحلة - كما يؤكد ذلك عبد الله نمير أحد الحرفيين التقليديين الذي يعرض بفضاء الحرف - ينتقل الحرفي إلى مرحلة "الزناد" التي تمر بدورها بمراحل متعددة نظرا لدقة الأجزاء التي تتشكل منها، وهي "الضلعة" الصغيرة والكبيرة و"القرص". أما مرحلة "العود" (الخشب) الذي من المفضل أن يكون من عود شجر "الكركاع" (الجوز)، يقوم الصانع بنجر هيكل البندقية باستخدام معول صغير "الكادومة" وصقله ليأخد الشكل النهائي ل"المكحلة" كما هو متعارف عليها. وأبرز عبد الله نمير أن أصعب مرحلة في عملية صنع "المكحلة" هي تشكيل "المدك" أو مكان حشو البارود، و"الراية" أي قاعدة المكحلة، مضيفا أن من بين الأدوات التي يستعملها الصانع "الظفرة" العامرة و"الخاوية" (الفارغة). أما فيما يتعلق بصناعة السروج التقليدية المغربية، أوضح المقدم عبد الله خشان أحد المشاركين في تظاهرة التبوريدة بالمعرض، أنها تختلف حسب المناطق، حيث "نجد الترشيح والصقلي والسقاط". ومن بين مكونات السرج - يضيف المقدم خشان - هناك "اللبدة" وهي غطاء يتكون من سبع طبقات من الصوف توضع على صهوة الجواد، و"القلادة" و"الركابة". ويظل المغاربة متشبثين بتقاليد ركوب الخيل بالمغرب خاصة الفرسان الذين يشاركون في الفانتازيا التقليدية "التبوريدة"، ومنها ضرورة احترام الفارس لجواده، واختيار لون السرج المناسب للون الفرس التي عد المقدم أصنافها (الادهم والبركي وحط الريال.....).