قال السيد عبد الواحد سهيل عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، أمس الجمعة ببيروت، إن التأثير في الواقع المجتمعي يصبح ممكنا بانتهاج سياسة تحالفات تخدم الأبعاد الاستراتيجية، وتوحد جهود القوى حول أهداف مشتركة. وأوضح السيد سهيل، في كلمة ألقاها خلال الجلسة الأولى ل`"اللقاء اليساري العربي" الذي ينعقد على مدى يومين، أن هذه الأهداف تصاغ من برامج سياسية واقتصادية واجتماعية تقدم للرأي العام وتعبئ حولها أقصى ما يمكن من الطاقات، مشيرا إلى أنه على هذا الأساس يتشبث الحزب بتحالفه داخل الكتلة الديموقراطية واليسار ويسعى إلى تعزيزه وتطويره. وفي هذا الصدد، أشار القيادي في حزب التقدم والاشتراكية إلى أن حزبه يعتبر عملية التحول الاجتماعي في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية رهين بالقدرة على التأثير في الواقع. وأكد أن بناء الاقتصاد والتطور وبناء تنمية بشرية ومجالية مستدامة يمر عبر تطور قوى الإنتاج من استثمارات في المجالات الإنتاجية الصناعية والفلاحية والتقنية والخدماتية تلعب فيها الدولة، المراقبة ديموقراطيا، دورا أساسيا في التوجيه وتيسير المعاملات والدفاع عن المصلحة العامة والاستثمار في البنى التحتية والقطاعات الأساسية المنتجة مضيفا أن الدولة تسعى أيضا إلى تحفيز الاستثمار الخاص الوطني والأجنبي بما يراعي المصالح العليا للبلاد وللمجتمع ويسهم في تقدمها. وفي السياق ذاته، أشار إلى أن النمو لا بد أن يتوجه إلى تلبية الحاجيات الأساسية للمواطنين وتنمية مداخلهم وتوفير مستلزمات عيشهم الكريم (تعليم، صحة، شغل، سكن، مرافقوخدمات عمومية جيدة، نقل، بيئة، ثقافة، رياضة، تضامن اجتماعي وما بين الأجيال، مساواة بين الرجال والنساء من خلال مقاربة النوع ...). ومن جهة أخرى، قال السيد سهيل إنه عندما تهدد سلامة الوطن واستقلاله ووحدة ترابه وشعبه وأرضه من خلال الاحتلال أو النزعات الانفصالية والطائفية ، فإن الواجب يفرض التحام كل القوى السياسية الوطنية على اختلاف مشاريعها الفكرية والسياسية وعلى رأسها القوى الديموقراطية لمواجهة هذا الخطر ومقاومته والعمل على إنهائه كيفما كان مصدره. وأبرز أن هذا هو المنطلق الذي تتم به مواجهة أعداء الوحدة الترابية للمملكة من خلال وحدة وطنية متراصة تعمل من أجل وحدة الوطن والشعب واقتراح حل ديموقراطي لمسألة الجهوية داخل الوطن الواحد والموحد. وكان خالد حدادة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، الذي دعا لانعقاد اللقاء، اقترح في كلمة افتتاحية أن ينتهي اللقاء إلى قرار بتأسيس مخيم حواري للشباب اليساري يستضيفه الحزب سنويا، كما أعلن عن قرار إعادة إصدار مجلة (الطريق) تحت إشراف المفكر العربي محمد دكروب.