أكدت السيدة لطيفة العبيدة، كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، أن الدعم المتزايد للفاعلين داخل القطاع يقدم آفاقا واعدة للانكباب على صلب الإشكالات المرتبطة بجوة ومردودية التعليم. وأوضحت السيدة العبيدة، في كلمة ألقتها مؤخرا بأكادير خلال حفل تنصيب السيد علي براد، الذي عينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس مديرا جديدا للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس-ماسة-درعة، أن هذا الدعم يتأتى من خلال التفعيل الأمثل للمشاريع المرتبطة بتطوير النموذج البيداغوجي، سواء تعلق الأمر بتفعيل المقاربة بالكفايات أو بتكييف البرامج الدراسية وتكوين الأساتذة على هذه المقاربة أو الارتقاء بنظام الإعلام والتوجيه وبنظام التقويم والامتحانات أو بإدماج التكنولوجيات الحديثة كالإعلام والاتصال وغيرها من المشاريع المدرجة في البرنامج الاستعجالي. وذكر بلاغ لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي (قطاع التعليم المدرسي) أن السيدة العبيدة أكدت خلال هذا الحفل، الذي أقيم الثلاثاء الماضي بأكادير، والذي حضره والي الجهة السيد محمد بوسعيد، على ضرورة توفر المؤسسة التعليمية على برنامج استعجالي ينطلق من تشخيص الوضع الخاص بها وتسخير مشاريع البرنامج الاستعجالي الإقليمي في تحديد أهداف التطوير ووضع المخطط العملي الكفيل بتحقيق تلك الأهداف من طرف فرق الأكاديمية والنيابات التعليمية. وأضاف البلاغ أن كاتبة الدولة ذكرت باتفاقية الشراكة التي تجمع بين وزارتي الداخلية والتربية الوطنية التي ستدخل سنتها الثانية، والتي تشكل قاطرة أساسية لحشد المزيد من التعبئة على صعيد كل جماعة وكل إقليم وجهة، ولوضع برامج عمل لمواجهة الصعوبات والاختلالات التي تحد من فعالية المدرسة، سواء تلك المرتبطة بالبنية التحتية والتجهيزات أو بالمعيقات السوسيو-اقتصادية. وهنأت السيدة العبيدة، بالمناسبة، السيد براد (نائب سابق للوزارة بسلا) على الثقة التي حظي بها من قبل جلالة الملك، مشيدة، في الوقت ذاته، بتجربته وكفاءته المهنية سواء كمدرس أو كعضو باللجنة الوطنية للتبريز وبالجمعية الوطنية لجودة التعليم. كما نوهت بالمساهمات التي قدمها سلفه السيد مبارك حانون لتفعيل مقتضيات ميثاق التربية والتكوين ومواكبة الأوراش الكبرى لإصلاح القطاع سواء على مستوى جهة مكناس-تافيلالت، أو جهة سوس-ماسة-درعة. من جهته، ذكر السيد مبارك حنون ببعض المحطات البارزة لحصيلة السبع سنوات الماضية والتي كان من نتائجها إرساء تدبير تشاركي وتشاوري منتظم مع مختلف فعاليات المجتمع المدرسي والمدني، ومأسسة عمل الأكاديمية بوضع هياكل التنسيق الجهوي وإحداث مجموعة الخبراء، بالإضافة إلى إرساء ثقافة المبادرات والتجديد والابتكار. من جانبه، اعتبر السيد براد أن النهوض بشؤون القطاع لن يتأتى إلا بترسيخ مقاربة التدبير بالمشاريع وإرساء تفعيل آليات المواكبة والمصاحبة والتتبع الميداني وفق تدبير يعتمد التشارك والإشراك. وعلى هامش هذا الحفل، زارت السيدة العبيدة مرافق نيابة أكادير-ادواتنان ومركز "راديو إيكا" الذي أحدث بشراكة بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ومنظمة إيكا الإسبانية، وهو المركز الذي يساهم في محاربة الأمية وتعزيز الوعي الثقافي والتكوين الإنساني للكبار. كما عقدت كاتبة الدولة اجتماعا مع نواب الجهة بحضور المديرين السابق والمدير الجديد للأكاديمية، تناول، بالخصوص، أجواء الدخول المدرسي والمشاكل والصعوبات التي تعترض بعض النيابات وبحث الحلول والسبل الكفيلة بتجاوزها.