دعا المشاركون في لقاء تشاوري نظم، اليوم الخميس بالدار البيضاء، حول موضوع التكفل بالنساء المسنات ضحايا العنف، إلى تعزيز آليات التدخل لحماية هذه الفئة من النساء والتكفل بهن، بالنظر لوضعهن المتسم أساسا بالهشاشة . وشدد المشاركون في اللقاء، المنظم في إطار تقوية التنسيق والتعاون بين مراكز الاستماع للنساء ضحايا العنف وخلايا مناهضة العنف بالمؤسسات العمومية، على ضرورة بلورة تشريعات تتعلق بحماية المسنات من العنف تكمل الجوانب القانونية الخاصة بحماية المرأة من العنف بشكل عام، فضلا عن تمتيع المسنات المعنفات بمعاملة خاصة اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا. كما أكدوا، خلال هذا اللقاء الذي نظمه مرصد (عيون نسائية)، على أهمية تعزيز وحدات استقبال المسنات وطنيا وجهويا، مع تنظيم دورات تدريبية لتقوية القدرات القانونية للمهتمين بموضوع حماية المسنات المعنفات، علاوة على تبادل الخبرات مع هيئات ومؤسسات دولية مهتمة بالموضوع نفسه. وفي سياق متصل، أبرزوا أن المغرب حقق خلال العقد الأخير تقدما ملموسا في مجال مناهضة العنف ضد النساء، وذلك من خلال وضع الاستراتيجيات والبرامج وإصلاح التشريعات، وإرساء آليات التدخل لحماية النساء من العنف، موضحين أن من أبرز مظاهر هذا التقدم هو إحداث خلايا محاربة العنف ضد النساء بالمؤسسات العمومية، وكذا إرساء علاقات التعاون بين الجمعيات والفاعلين المسؤولين عن هذه الخلايا. وتم التذكير بأن التقرير الأخير الذي أنجزته الجمعيات المنخرطة في مرصد (عيون نسائية)، أكد بشكل خاص على أن وضع الهشاشة والضعف يجعل النساء المسنات أكثر عرضة للعنف وأقل استفادة من الرعاية والحماية الاجتماعية. وتمت الإشارة أيضا إلى أن الوعي بخصوصية هذه المرحلة من العمر، هو ما دفع المجتمع الدولي إلى تخصيص فاتح أكتوبر من كل سنة يوما عالميا للمسنين وحقوقهم، وإلى وضع خطة عمل دولية للشيخوخة منذ سنة 2002 تنص على ضمان حقوق المتقدمات والمتقدمين في السن، في الكرامة والاستقرار والمشاركة في أنشطة مختلفة داخل الأسرة وخارجها. وفي هذا السياق، دعا المشاركون في هذا اللقاء إلى تحفيز التفكير بين مختلف الفاعلين من أجل المساهمة في بناء معرفة دقيقة بما يميز معاناة النساء المسنات ضحايا العنف، وبلورة مقترحات من شأنها المساهمة في تقوية التعاون بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى، الذي شارك فيه ممثلو قطاعات وزارية وجمعيات وهيئات، نظمه مرصد (عيون نسائية)، بمبادرة من الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق النساء، وجمعية التضامن النسوي، وجمعية إنصاف، وجمعية أمل حركة نسائية من أجل غد أفضل.