أتحف "جوق نهضة الموسيقى الأندلسية بمكناس" برئاسة الأستاذ توفيق حميش جمهور مهرجان الدورة التاسعة لمهرجان طرابلس للمالوف والموشحات بمقطوعات من طرب الآلة وشذرات من النوبات الأندلسية المغربية المعروفة. وقدمت الفرقة المكناسية خلال هذه الأمسية، التي حضرها بعض أعضاء السفارة المغربية بطرابلس وبعض الفنان والمهتمين بالتراث الموسيقى وعدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بطرابلس فضلا عن جمهور ليبي غفير، شذرات من نوبات الاصبهان والحجاز الكبير والماية، صفق لها الحضور الذي غصت به جنبات مسرح الكشاف بطرابلس طويلا. وقال الأستاذ حميش في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بخصوص القطع الموسيقية التي اختارت فرقته تقديمها خلال هذه الأمسية، إلى أن الهدف من وراء اختارها كان تقديم عينة للتعريف بخصوصيات النوبات الأندلسية المغربية، مشيرا إلى أنه بالرغم من انتشار الموسيقى الأندلسية في الكثير من البلدان وخاصة البلدان المغاربية فإنها اكتسبت لها خصوصيات مميزة في كل من هذه البلدان نتيجة لتأثير الموسيقات السابقة عليها . وأوضح في هذا الصدد أن ما يميز الموسيقى الأندلسية المغربية عن باقي الموسيقات المغاربية الأخرى ذات الأصل الأندلسي، هو حفاظها على مجموعة من الإيقاعات والنغمات والطبوع ، التي تخلو من ربع المقام الذي يوجد في المالوف التونسي والليبي نتيجة تأثير المقام الشرقي والعثماني فيه. وأضاف رئيس جوق نهضة الموسيقى الأندلسية بمكناس إنه بالرغم من اختلاف موسيقى الآلة المغربية على مستوى طريقة أداء النوبات الأندلسية، فانه تبقى هناك الكثير من العناصر المشتركة بين مكونات التراث الموسيقى الأندلسي المغاربي ضمن بنية مشتركة، معتبرا أن المشاركة في مثل هذه المهرجانات المتخصصة تتيح الفرصة لمزيد من التلاقح والاحتكاك بين مختلف التجارب وبالتالي إغناء هذا التراث المشترك والحفاظ عليه. وقد سبق لفرقة " جوق نهضة الموسيقى الأندلسية بمكناس " التي تأسست سنة 1993 أن شاركت في عدد من المهرجانات والتظاهرات الفنية في عدد من البلدان منها فرنسا ومصر وكازاخستان وأذربيجان والمكسيك. وتجدر الإشارة من جهة أخرى إلى أنه شارك في مهرجان طرابلس للمالوف والموشحات (دورة الفنان مختار شاكر المرابط) لهذه السنة (12- 22 أكتوبر) فرق موسيقة من بلدان المغرب العربي (المغرب وتونس والجزائر وموريتانيا) فضلا عن فرق المالوف والموشحات الليبية.