(مبعوث الوكالة: توفيق صولاجي) قال حميد فريدي ، الكاتب العام للجمعية المغربية للقدرة والتحمل في الفروسية ، إن معرض الفرس الذي تقام حاليا دورته الثالثة بحلبة سباق الخيل للا مليكة بالجديدة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يعتبر مرآة تعكس المجهودات التي تبذلها مختلف الفعاليات التي تعنى بالفرس طوال سنة كاملة . وأضاف فريدي، في تصريح لوكالة للمغرب العربي للأنباء، أن معرض الفرس الذي اكتسب إشعاعا دوليا، يشكل فرصة لتقديم ما تم تحقيقه في المجالات المرتبطة بتربية الفرس، سواء منها ما يخص تربية الخيول وترويضها والتقنيات الحديثة المستعملة في الاعتناء بها والحفاظ على مختلف سلالاتها الأصيلة بالمغرب. وأبرز أن هذا الحدث السنوي الهام يعد أيضا فرصة للزوار المغاربة والأجانب للاطلاع على العمل الذي تقوم به الجامعة الملكية المغربية للفروسية، والجمعية المغربية للقدرة والتحمل ، وجمعيات تربية الخيول العربية والعربية –البربرية، والمرابط ، والحريسات الجهوية للحفاظ على هذا الموروث الذي تفتخر به المملكة كجزء من ثقافتها وحضارتها العريقة. من جهة أخرى ، أوضح أن الجمعية المغربية للقدرة والتحمل في الفروسية تحاول من خلال الرواق الذي أقامته بالمعرض، تقديم جميع المعلومات لممارسي سباقات القدرة والتحمل وللفرسان الذين يعتزمون خوض هذه المغامرة وتوجيههم عبر إطلاعهم على قوانين اللعبة وخصائص الخيول التي تستعمل في هذه السباقات وكيفية العناية بها. وقال إن الجمعية استغلت فرصة مشاركتها بالمعرض لاطلاع الزائرين لرواقها عن السباقات التي نظمتها في السنتين الأخيرتين، وكذا تقديم اللحاق الدولي الأول للقدرة والتحمل الذي ستنظمه يوم سادس نونبر المقبل بدار السلام ، بمشاركة العديد من البلدان الأجنبية والعربية ومن بينها على الخصوص البحرين ، التي تعد رائدة في هذا المجال. وذكر بأن تنظيم هذا اللحاق الدولي، الذي سيجرى على مسافة 120 كلم لأول مرة بالمغرب، يدخل في إطار المجهودات الرامية إلى تشجيع تربية الفرس المغربي وتطوير رياضة القدرة والتحمل وتوسيع قاعدة ممارستها في مختلف جهات المملكة، وكذا تشجيع المهتمين على ممارسة هذا النوع الرياضي الحديث العهد بالمغرب ، خاصة وأن المغرب يتوفر على سلالات متميزة من الخيول المغربية والبربرية الأصيلة وكذا مدارات طبيعية متنوعة تساعد بشكل كبير في إنجاح مثل هذه التظاهرات التي تجرى في فضاءات الضاحية. وقال إن عمل الجمعية يأتي ليجسد حلما طال انتظاره والمتمثل في ممارسة رياضة القدرة والتحمل بالمغرب، وهو ما حدا بها السنة الماضية إلى تنظيم أول لحاق، وعرف مشاركة حوالي 40 فارسا وفرسا في سباقات 20 و40 كلم قبل أن يبلغ العدد وفي ظرف وجيز أزيد من 60 فارسا وعدد كبير من الخيول التي تم تأهيلها لهذا النوع الرياضي، الذي تدل تسميته على صعوبته وانفراده بالعديد من الخصوصيات. وتعتمد هذه السباقات ، على قدرة وتحمل الفرسان والخيول معا على قطع أطول مسافة ممكنة، أكثر من اعتمادها على السرعة، إذ لا يعلن فائزا من حل في المركز الأول عند بلوغ خط الوصول لكن الفائز يكون هو من نجح في جعل حصانه ينهي مسافة اللحاق في أحسن الظروف وفي صحة جيدة. ويذكر أن رياضة القدرة والتحمل ظهرت في أوائل القرن الحالي وباتت منتشرة في أغلب بلدان العالم وتتطلب مسابقاتها أن يقطع الحصان مسافة قد تبلغ أحيانا ما بين 120 و160 كلم. ويتطلب هذا النوع الرياضي استعدادات بدنية مسبقة للحصان عن طريق التدريب التدريجي على قطع المسافات الطويلة لمدة لا تقل عن ستة أشهر من وقت المباراة يتم التمرين خلالها لمدة خمسة أيام في الأسبوع على أقل تقدير، مع العناية بنوعية التغذية المخصصة للجياد في هذه الفترة . وقد أثبت الحصان العربي تفوقه في رياضة القدرة والتحمل إلى درجة كبيرة، وبات بدون منافس وذلك لقدرته المدهشة على تحمل المتاعب والمشاق، الأمر الذي تؤكده معظم الخيول التي تشارك في هذه الرياضة والتي تحمل الدم العربي بنسبة ما أو ذوات الأصل العربي الأصيل.