تقوم بعثة رجال أعمال من ألمانيا، ابتداء من اليوم الاثنين، بزيارة إلى جهة طنجة تطوان بهدف استطلاع فرص الاستثمار بالمغرب، وخصوصا بأقاليمه الشمالية. وتتكون البعثة، التي تنظمها الجمعية الأورو-متوسطية للتعاون والتنمية، من حوالي 20 رئيس مقاولة تنشط في قطاعات اللوجستيك والصناعة والهندسة والبناء والأشغال العمومية والتقنيات الصيدلية والصناعات الغذائية. وأبرز نائب رئيس الجمعية الأورو-متوسطية للتعاون والتنمية السيد عزيز القزاز، في كلمة خلال لقاء عمل مع مسؤولين بالمركز الجهوي للاستثمار، أن هذه الزيارة تهدف إلى تحديد إمكانات التعاون والشراكة بالنسبة للمقاولات الألمانية الراغبة في ولوج السوق المغربية. وأكد على أن هذه الزيارة تعتبر الأولى ضمن برنامج للانفتاح على السوق المغربية، ترغب من خلالها الجمعية في تحديد مجالات التعاون وتبادل المهارات وإمكانيات الشراكة، بما يساهم في تقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المغرب وألمانيا. بدوره، أبرز مدير المركز الجهوي للاستثمار السيد جلول صمصم أهمية المبادلات التجارية بين البلدين والتي تفوق ملياري أورو، ما يجعل من ألمانيا ثامن شريك اقتصادي للمغرب، مشيرا إلى أن من شأن هذه البعثات الاقتصادية أن تساهم في التقارب بين الفاعلين الاقتصاديين وتعزيز العلاقات التجارية الثنائية. كما شدد على جاذبية المغرب للاستثمارات الخارجية بفضل سلسلة من الإصلاحات المؤسساتية التي سمحت بوضع إطار قانوني ملائم لتطور الاستثمارات، بالإضافة إلى تبني إستراتيجيات قطاعية وإبرام اتفاقيات دولية للتجارة الحرة، ما سمح للمغرب بالتوفر على رؤية اقتصادية واضحة على المستويين الوطني والدولي. كما أشار السيد صمصم إلى المؤهلات الاقتصادية لجهة طنجة تطوان، وهي المنطقة التي حظيت بنصيب وافر من المشاريع المبرمجة في إطار الاستراتيجيات القطاعية، كما هو شأن "المخطط الأخضر" للفلاحة، و"مخطط انبعاث" للصناعة، مضيفا أن الجهة تضع رهن إشارة المستثمرين أرضية لوجستيكية وصناعية عالية الجودة تمتد على وعاء عقاري يفوق 5 آلاف هكتار. وسجل في هذا الصدد إحداث وإطلاق مجموعة من المشاريع الكبرى المهيكلة بالمنطقة في مجال الطاقة وترحيل الخدمات والأرضية المينائية واللوجستيكية والصناعية طنجة المتوسط، مشيرا إلى القرب الجغرافي للمنطقة من أوربا ومكانتها كثاني قطب اقتصادي بالمغرب بعد الدارالبيضاء. ويتضمن برامج البعثة الاقتصادية زيارة مجموعة من المشاريع الاقتصادية والبنيات التحتية الكبرى بالمنطقة كالمركب المينائي طنجة المتوسط والمنطقة الحرة للتصدير وحقل الطاقة الريحية بطنجة. تجدر الإشارة إلى أن الجمعية الأورو-متوسطية للتعاون والتنمية، التي تأسست سنة 2008 بمدينة هامبورغ، تعمل من أجل تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين ألمانيا وبلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط.