اختتم وفد مغربي يضم ممثلين لعدد من التعاونيات العاملة في القطاع الفلاحي، اليوم الجمعة، زيارة إلى ألمانيا استغرقت خمسة أيام، اطلع خلالها على التجربة الألمانية المتعلقة بالنشاط التعاوني الفلاحي. وأجرى الوفد، الذي كان مرفوقا بممثلين من وزارة الفلاحة والصيد البحري، لقاءات مكثفة مع مسؤولي الكونفدرالية الألمانية للاستغلاليات والتعاونيات الغذائية و الفلاحية (مجموعة رايفأيزن)، كما قاموا بزيارات لعدد من التعاونيات العاملة في مجال تربية الأبقار وإنتاج الحليب وزراعة الخضر و الفواكه، في كل من مدن بون ( غرب) و كليف ومونستر ( شمال غرب ) وماكديبورغ (شرق). وتتبع الوفد، اليوم الجمعة، بمقر الكونفدرالية الألمانية للاستغلاليات والتعاونيات الغذائية والفلاحية في برلين، عرضا ألقاه السيد فولكر جي. بترسون، مساعد الأمين العام بها، تضمن جردا تاريخيا للعمل التعاوني والقوانين المؤطرة له وأساليب اشتغاله في ألمانيا و داخل الاتحاد الأوربي، وكذا تعاطيه مع التحديات التي يفرضها الاقتصاد المعولم. والتقى أعضاء الوفد، أيضا، بالمدير العام المكلف بالتنمية القروية والأسواق الفلاحية بالوزارة الفدرالية للتغذية والفلاحة وحماية المستهلك، السيد تيودور زيغرس، الذي أبدى استعداد وزارته لتمتين التعاون بين الجانبين، خاصة في المجالات التي تحظى بالأولوية لدى التعاونيات في المغرب. وقال أعضاء الوفد المغربي إن اللقاءات التي أجروها مع المسؤولين الألمان، و كذا الجولات الميدانية التي تضمنها برنامج الزيارة، كانت مفيدة للغاية، معربين، في نفس الوقت، عن تطلعهم لتنظيم زيارات مماثلة في المستقبل، بغية التمكن من خلق شراكات مع التعاونيات الألمانية والإطلاع على تقنيات التسيير و التدبير بها، خاصة ما يتعلق بالافتحاص الداخلي. ولألمانيا تجربة رائدة في مجال التعاونيات الفلاحية تعود إلى سنة 1864، تاريخ تأسيس أول تعاونية بها من طرف فريدريش فلهلم رايفأيزن. وتتوفر حاليا، في المجال الفلاحي وحده، على 2700 تعاونية، تحقق رقم معاملات سنوي يقدر ب40 مليار أورو، وتشغل أزيد من 100 ألف شخصا. يشار إلى أن زيارة الوفد التعاوني المغربي تمت بدعوة من الوزارة الألمانية للتغذية والفلاحة وحماية المستهلك والكونفدرالية الألمانية للاستغلاليات والتعاونيات الغذائية و الفلاحية، وتندرج في إطار عزم المغرب و ألمانيا على تعزيز وتكثيف التعاون بينهما في المجال الفلاحي.