أكد فنانون ومثقفون مساء أمس الخميس بالرباط خلال أمسية توجت اللقاء الوطني التواصلي للنهوض بثقافة حقوق الإنسان، الذي نظمه على مدى يومين المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، بشراكة مع الائتلاف المغربي للثقافة والفنون، التزامهم برفع هذا التحدي النبيل. وعبر الفنانون والمثقفون المشاركون في هذه التظاهرة التي نظمت تحت شعار "دينامية إبداعية متفاعلة ... من أجل مواطنة فاعلة" عن انخراطهم في نشر وتعميم ثقافة الإنسان، مشددين على أن الفن بكل تلاوينه من مسرح وسينما وموسيقى وتشكيل وكلمة معبرة يضطلع بدور كبير في تقريب وإصال هذه الثقافة إلى أوسع شريحة من المجتمع. وتوج هذا الحفل الفني ، الذي تميز بحضور العديد من الشخصيات من عوالم السياسة والثقافة ، بتسليم الجوائز للفائزين في مسابقة ومعرض الفنون التشكيلية التي تنافس فيها تلاميذ المدرسة العليا للفنون الجميلة والمكز التربوي الجهوي بالدار البيضاء، إذ حاز على الجائزة الأولى الشاب محمد أسول، فيما عادت الجائزة الثانية مناصفة للشابين عمر بركامي ورشيد حرشاو، أما الجائزة الثالثة ففاز بها كل من رشيد أولكوش ومحمد أمين. يشار إلى أن هذه المسابقة أشرف عليها الأستاذان عبد النبي دشين وعبد الحي الملاخ، بينما تكونت لجنة تحكيمها من الأساتذة عبد الرحمن رحول وعبد الله الحريري وعبد الرحمن بنانة وعبد الحي الملاخ . وفي هذا السسياق قالت السيدة لطيفة العابدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذا اللقاء يعد من المبادرات الداعمة لنشر ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع المغربي في الاتجاه الذي يقوده صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأبرزت بالمناسبة أهمية الاتفاقيات التي وقعت أمس في إطار هذا اللقاء التواصلي للنهوض بثقافة حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن أهميتها تكمن في كون الفنانين أقرب الناس إلى قلوب المواطنين وعقولهم، وبالتالي فإن رسالة الدفاع عن حقوق الإنسان التي يحملونها تشكل قيمة مضافة لهذا الورش الحقوقي الذي يقوده جلالة الملك. وأكدت السيد العابدة أن الحقوق، وكما جاء في الرسائل التي تخللت هذه الأمسية الفنية، تكون دائما مرتبطة بالواجبات، وأن "السلوك المدني هو توازن بين هذه الحقوق والواجبات"، مبرزة في هذا الإطار اهتمام قطاع التربية بموضوع ثقافة حقوق الإنسان انطلاقا من اتفاقيات الشراكة التي تربطه بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان التي تروم نشر هذه الثقافة في الفضاء المدرسي. وقد احتضن بهو المسرح الوطني بهذه المناسبة، بالإضافة إلى عرض لوحات الفائزين في المسابقة، معرض للصور الفوتوغرافية بعدسة جعفر عاقيل وصوفيا فلسي من شعبة الإعلام والتواصل ومركز التوثيق والإعلام والتكوين في مجال حقوق الإنسان بالمجلس الإستشاري لحقوق الإنسان. وقد أحيى هذه الأمسية الفنية كل من مجموعات ناس الغيوان وأرشاش، والفنانين نعمان لحلو ومحمد الدرهم والباتول المرواني وحميد القصري وسعيد مسكر وعسكوري وكومي ونبيلة معن بالإضافة إلى فرقة بنان للرقص. يذكر أن المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وقع أول أمس خلال افتتاح هذا اللقاء التواصلي، اتفاقيتي شراكة وتعاون مع كل من الائتلاف المغربي للثقافة والفنون والرابطة المحمدية للعلماء تروم نشر ثقافة حقوق الإنسان والنهوض بها، وإطارا تنظيميا ملحق باتفاقيتي الشراكة المبرمتين سابقا بين المجلس ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي. وقدم السيد أحمد العبادي رئيس "مجموعة عمل النهوض بثقافة حقوق الإنسان بالمجلس" والأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، بهذه المناسبة، مشروع ميثاق تعاقدي حول نشر ثقافة حقوق الانسان والنهوض بها، الذي تنخرط فيه مؤسسات عمومية وخاصة والمجتمع المدني وأفراد ذاتيون.