قال السيد أحمد حرزني رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء بالرباط، إن "النهوض بثقافة حقوق الإنسان مشروع حقوقي وثقافي وبيداغوجي ذو بعد مجتمعي". وأوضح السيد حرزني، في افتتاح لقاء تواصلي مع المبدعين للنهوض بثقافة حقوق الإنسان نظمه المجلس والائتلاف المغربي للثقافة والفنون تحت شعار "دينامية إبداعية متفاعلة...من أجل مواطنة فاعلة"، أن هذا المشروع يهدف إلى التأثير الإيجابي على العقليات والسلوكات ويتطلب انخراطا واسعا من لدن الجميع. وأضاف أن النهوض بهذا المشروع، يتوخى نشر قيم حقوق الإنسان وتملك ثقافة حقوقية تحترم معايير حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها عالميا، مشيرا إلى أن الأرضية المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان، التي أعدتها "مجموعة عمل النهوض بثقافة حقوق الإنسان"، تروم خلق دينامية لتعبئة الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين والفاعلين في الحقلين الثقافي والإعلامي. واعتبر السيد حرزني أن هذه الأرضية تهدف إلى ترصيد مجموع الأنشطة في هذا المجال وتنسيقها، في إطار رؤية شاملة ومتكاملة وراسخة، "تجمع بين مستلزمات بناء مجتمع قائم على قيم حقوق الإنسان وبين الحرص على تملك الأفراد". وذكر، من جهة أخرى، بأن تنظيم هذا اليوم التواصلي يروم ترسيخ مسار انخراط المبدعين المغاربة في النهوض بحقوق الإنسان ونشر ثقافتها، مشيرا إلى أن التئامه يعد ثمرة عمل "مجموعة عمل النهوض بثقافة حقوق الإنسان بالمجلس"، وإعمالا لأحد تدابير تفعيل الأرضية المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان. من جهته، قال الفنان محمد الدرهم رئيس الائتلاف المغربي للثقافة والفنون، إن المغرب يعرف حركية هامة في مجال تثبيت أسس الديمقراطية وتركيز دولة الحق والقانون، مشيرا إلى أن ملف حقوق الإنسان أحد معالم هذا التغيير إذ عرف تطورا ملموسا. وأوضح أن جميع المبدعين والفنانين والمثقفين ملزمون بالانخراط في الدينامية الجديدة التي يعرفها المجتمع المغربي، جاعلين من الماضي قوة جديدة ومتجددة للتأسيس والبناء، يضطلعون فيها بالدور المنوط بهم كعقل وضمير المجتمع. وأشار إلى أن هذا اللقاء يندرج في إطار تدارك غياب التنسيق والتشاور، وبناء شراكة حقيقية تركز على أهداف واضحة، وترمي إلى الدفع بملف النهوض بثقافة حقوق الإنسان نحو أفق يساهم فيه المبدعون والمثقفون والفنانون. يشار إلى أنه تم خلال هذا اللقاء التوقيع على اتفاقيتي شراكة وتعاون بين المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان والائتلاف المغربي للثقافة والفنون والرابطة المحمدية للعلماء ترومان نشر ثقافة حقوق الإنسان والنهوض بها. كما تميز اللقاء، بتوقيع المجلس ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي على الإطار التنظيمي الملحق باتفاقيتي الشراكة المبرمتين سابقا بين الطرفين. ووقع على هذا الإطار التنظيمي الملحق كل من السيد أحمد حرزني رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان والسيدة لطيفة العابدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي.