انطلقت اليوم الأحد بالدارالبيضاء فعاليات المهرجان الوطني الرابع للمرأة المغربية المقاومة، الذي تنظمه مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، بتنسيق مع المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. وأوضح السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، في كلمة بالمناسبة تليت نيابة عنه، أن هذا المهرجان، الذي ينظم تحت شعار "المرأة في المقاومة والعمل الوطني بالمدينة القديمة للدار البيضاء"، بتعاون مع جمعية أبناء شهداء الاستقلال ومقاطعة سيدي بليوط و"نجوم بلادي"، يراد منه الاحتفاء بإسهامات المرأة المغربية، لا سيما في فضاءات المدينة القديمة، وتجسيد مظاهر الاعتزاز والتقدير التي تحظى بها، كما يعرف بأدوارها الطلائعية في ملحمة الكفاح الوطني من أجل الحرية والوحدة والاستقلال. وأكد السيد الكثيري أن الدارالبيضاء أبلت البلاء الحسن في ملاحم التحرير والكفاح الوطني وخلد نساؤها إلى جانب الرجال أروع الأمثلة في التحدي والصمود والتحمل ذودا عن حمى الوطن ودفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية. وذكر بدور المرأة البيضاوية بالمدينة القديمة في أحداث يوليوز وغشت 1907 إبان ما تعرضت له أحياء هذه القلعة الشامخة من عدوان أجنبي وقصف مدفعي مكثف كشف نوايا وأطماع المحتل، وما تلا ذلك من أعمال خالدة عبر المحطات التاريخية التي ميزت مسارات الكفاح الوطني والمقاومة والتحرير. واستعرض بعض المحطات التاريخية التي خاضت المرأة معاركها إلى جانب الرجل، من قبيل معركة الهري سنة 1914 بإقليم خنيفرة ومعارك أنوال سنة 1912 بالريف وبوغافر سنة 1933 بإقليم ورزازات، ناهيك عن انخراطها في خلايا الحركة الوطنية وتنظيمات المقاومة التي أثثت ملحمة ثورة الملك والشعب المباركة. ووأورد العديد من الأسماء التي شرفت تاريخ الكفاح من أجل الاستقلال، مذكرا أنه من بين النساء المغربيات من سقطن شهيدات في المظاهرات والعمليات البطولية التي شهدتها العديد من المدن والأرياف بالبلاد. وعبر عن اعتزازه بالمكانة التي تتبوأها المرأة المغربية اليوم في ظل عهد باني المغرب الجديد، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وما تتمتع به من موصول رعايته وسابغ حذبه، مثمنا مستوى انخراطها وانغمارها في كل مناحي الحياة إسهاما منها في تعزيز حركية وتطور المشروع المجتمعي الديمقراطي والحداثي. من جهته، أوضح السيد عبد الكريم الزرقطوني، رئيس مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، أن تنظيم هذا المهرجان يندرج في إطار الاحتفال باليوم الوطني للمرأة الموافق للعاشر أكتوبر من كل سنة، والذي يخلد للقرارات المبادرة والحاسمة التي أعلن جلالة الملك من خلالها عن مضامين مدونة الأسرة باعتبارها اختزالا لتوجهات مركزية في إنصاف المرأة المغربية وتأهيلها لاحتلال المكانة اللائقة بها، أسريا واجتماعيا ومهنيا وثقافيا وسياسيا. وأكد بالمناسبة التجند الدائم لمؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث من أجل تحصين الوحدة الترابية ودعم المحتجزين بتندوف في مطالبهم وتحركاتهم العادلة في التشبث بمغربيتهم ووطنهم الأم. واستحضر نفحات السير العطرة للعديد من أسماء النضال الوطني بالمدينة القديمة، ممن كان لهن دور بارز في العمل الوطني التحرري وغيرهن كثير من الأمهات والشقيقات والزوجات اللائي كتبن تاريخهن في سجلات عظماء الأمة الخالدين. ويتميز المهرجان الوطني الرابع للمرأة المغربية المقاومة، الذي حضر افتتاحه عامل عمالة مقاطعات الدارالبيضاء آنفا ومحافظ مؤسسة مسجد الحسن الثاني للدار البيضاء وعدد من الشخصيات والباحثين وأسر بعض المقاومين والفنانين، بمعرض خاص بصور النساء المقاومات بالمدينة العتيقة للدار البيضاء، يحتضنه بهو المركب الثقافي سيدي بليوط.