عقدت أمس الأربعاء بطرابلس الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية الإفريقية الثانية على مستوى الخبراء وكبار المسؤولين الذين انكبوا على بلورة عدد من المشاريع والوثائق التي سيرفعونها إلى اجتماع وزراء الخارجية الذي سيعقد غدا بمدينة سرت فضلا عن إعداد مشروع جدول أعمال الاجتماع. وأكد أمين الشؤون العربية باللجنة الشعبية الليبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون والدولي عدنان بوكراع، الذي ترأس الاجتماع، في كلمة الافتتاح أن هذا الاجتماع "يعد أخر حلقة في سلسة الاجتماعات للإعداد للقمة العربية الإفريقية الثانية التي ستوطد روابط الأخوة والصداقة وحسن الجوار القائمة بين الدول العربية والإفريقية، وتطوير مجالات التعاون بينها، تجسيدا للإرادة المشتركة واستجابة لأماني الشعوب الإفريقية والعربية في تعزيز الإخاء الإفريقي العربي". وأبرز المسؤول الليبي أهمية "إظهار الإرادة الحقيقة والعزم الجاد والتصميم الصادق والمشترك لإنجاح التعاون الإفريقي العربي والارتقاء به إلى مصاف الشراكة الإستراتيجية التي تستجيب للتطلعات المشروعة لشعوب الدول العربية والإفريقية في السلام والاستقرار والتقدم والازدهار" . وأوضح أن مشروع "إعلان سرت" الذي سيعرض على القمة التي ستعقد يوم عاشر أكتوبر الجاري " يستعرض ضمن جملة من الأمور الكيفية التي تجعل بلداننا في منأى عن التهديدات التي تشكلها الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل والأخطار الأخرى من إرهاب وجريمة منظمة في إشكالها المختلفة". كما يستعرض الإعلان - يضيف بوكراع � "ما يتعين على بلداننا القيام به لمواجهة تحديات السلم والأمن والتصدي للمنازعات والاضطرابات التي تعاني منها عدد من دول المنطقتين وإيجاد السبل الكفيلة لحلها وتسويتها". وأوضح أن مشروع إستراتيجية الشراكة الإفريقية العربية الذي سيعرض بدوره على القمة حدد إطار العمل العربي الإفريقي المشترك في المرحلة القادمة في مجالاته الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية . وأكد في الختام حرص بلاده، على اتخاذ كافة الترتيبات لعقد هذا الاجتماع والاجتماعات المقبلة في أحسن الأحوال والظروف، معرباً عن ثقته بأن نتائج هذا الاجتماع ستمهد الطريق أمام قمة عربية افريقية ناجحة. وبعد مناقشات مستفيضة صادق الخبراء وكبار الموظفين العرب والأفارقة على المشاريع التي سيعرضونها على أنظار وزراء الخارجية لاستكمال مناقشاتها وإحالتها على القمة للبث فيها، ويتعلق الأمر بمشروع إستراتيجية الشراكة الإفريقية العربية، ومشروع خطة العمل العربي الإفريقي المشترك ( 2011 - 2016 ) ، ومشروع إعلان سرت الذي سيصدر عن القمة . كما ناقشوا برنامج العمل ومشروع جدول أعمال الاجتماع الوزاري الذي سيعقد على مستوى وزراء الخارجية للتحضير لهذه القمة. وترأس الوفد المغربي المشارك في هذه الاجتماعات السيد محمد أزروال المفتش العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، وضم في عضويته على الخصوص، سفير المغرب لدى الجماهيرية مولاي المهدي العلوي، وسفير المغرب لدى مصر ومندوبه لدى الجامعة العربية السيد محمد فرج الدكالي.