نبه السيد فاتح أحمد ولد محمد، القيادي السابق ب"البوليساريو"، أمس الأربعاء، بمقر الأممالمتحدة إلى أن شباب المخيمات في تندوف بالجزائر غارقون في اليأس ويعدون فريسة سهلة الاستقطاب من طرف الشبكات الإجرامية والإرهابية. وقال السيد فاتح أحمد في تدخل له ضمن أشغال اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة ،إن استمرار النزاع المفتعل حول الصحراء "يفتح الباب على مصراعيه لكل الاحتمالات، خاصة أمام شباب مخيمات تندوف"، محذرا من "تردي" الوضع. وطالب هذا المسؤول السابق ب"البوليساريو" الذي عاد مؤخرا إلى الوطن الأم، بعد أن قضى أزيد من 35 سنة في جحيم مخيمات تندوف، بتدخل عاجل "لإنقاذ ما يمكن إنقاذه" مضيفا "تعلمون أكثر من غيركم ما يقترف من أعمال إجرامية بهذه المنطقة، حيث تنتشر مجموعات إرهابية تتقوى أكثر فأكثر بفضل استقطاب شباب سدت في وجهه أبواب الأمل". ودعا المنتظم الدولي إلى التحرك من أجل وضع حد لهذا النزاع الذي "يفرضه علينا" القادة الجزائريون، مشددا "باسم أبناء الصحراء المغربية" على وضع حد لهذه المأساة التي طال أمدها وتخلف ضحايا كثر". ويأمل هذا القياي السابق، الذي أضحى اليوم حرا في تنقلاته وعانق الحرية والحياة الكريمة في بلده ،في لفت الانتباه إلى وضعية " من لايزالون مقموعين ومحتجزين هنالك ويحدوهم أمل قوي في الخلاص". وكشف السيد فاتح أحمد أنه لو كان الأمر بيد المحتجزين "لعادوا كلهم ومعهم غالبية مليشيات (البوليساريو) ولغادروا مخيمات العار وتركوا قادة (البوليساريو) وأسيادهم" وإلا ،يتسائل السيد فاتح أحمد ، كيف يمكن تفسير الموجات المتوالية للعائدين الذين التحقوا بالمغرب مؤخرا. وأكد في هذا السياق أن "البوليساريو" يعاني من نزيف حقيقي منذ مطلع هذه السنة، على الرغم من تعزيز الجيش الجزائري للحراسة والمراقبة على طول الحزام الذي يفصل تندوف عن الحدود المغربية والموريتانية. وقال السيد فاتح أحمد إن سكان مخيمات تندوف الذين يجازفون بحياتهم ،مستعدون لمجابهة كل المخاطر، لأنهم فقدوا كل أمل في قادة "البوليساريو" الذين لا يملكون أي سلطة للقرار في الوقت الذي تظل فيه السلطات الجزائرية "سيدة الموقف". ووصف العودة المكثفة والجماعية إلى المغرب، خاصة منذ بداية 2010 بأنها عملية جريئة أربكت حسابات "البوليساريو" و "انتفاضة حقيقية" ضد تجار اليأس والانفصال.