قال وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي السيد أحمد اخشيشن إن مشاريع البرنامج الإستعجالي تطرح على كل الفاعلين تحديات كبرى تشكل مختبرا حقيقيا للقدرات التدبيرية ومدى استطاعة تحقيق التعبئة الشاملة في إطار مقاربة تحول عملية الإصلاح إلى هندسة محكمة. وأضاف السيد اخشيشن ،اليوم الثلاثاء بالعيون خلال ترؤسه لأشغال المجلس الإداري لأكاديمية التربية والتكوين لجهة العيون- بوجدور- الساقية الحمراء، أن الوزارة تواصل وضع لبنات حكامة جيدة تقوم على توضيح المسؤولية وتدقيقها على كافة المستويات، واتخذت العديد من الإجراءات التي تسعى إلى تفعيل نهج الشراكة وترسيخه واعتماد مبدأ القرب واستكمال تطبيق نهج اللامركزية واللاتمركز.
وذكر بالمجهودات المبذولة لمواجهة المعيقات السوسيو اقتصادية التي تقف في وجه التمدرس، مبرزا في هذا الصدد أن الميزانية المخصصة لهذا الغرض بلغت مليار و730 مليون درهم عوض 760 مليون درهم التي تم رصدها خلال الموسم الماضي.
وأشار إلى أن الوزارة عملت على توسيع العرض التربوي وتأهيل جزء هام من الفضاءات التعليمية وربطها بشبكات الكهرباء والماء مع العمل على الرفع من وتيرة إنجاز المشاريع المرتبطة بهذا المجال ومواكبة البرمجة المحددة، فضلا عن وضع برنامج عمل لتطوير النموذج البيداغوجي والارتقاء بجودة التعلمات لاسيما العمل على تطوير مجال البحث التربوي وملاءمته مع أولويات المنظومة التربوية .
ودعا إلى مضاعفة الجهود ومواصلة المثابرة لتجاوز الصعوبات التي تواجه المدرسة وذلك من خلال الرفع من القدرات التدبيرية الريادية لأطرها ومسؤوليها في علاقة بما يتطلبه تطبيق البرنامج الإستعجالي من قدرة على التحكم في منهجية ووتيرة إنجازه ومن قدرة حمل الإصلاح وتعبئة كل الأطراف من أجل تملكه والانخراط الفردي والجماعي في أوراشه.
ومن جهة أخرى، طالب المشاركون في أشغال هذه الدورة بتنظيم دورات تكوينية لفائدة مستشاري التوجيه بتنسيق مع معاهد ومؤسسات التكوين المهني وتفعيل عملية تتبع وإدماج خريجي هذه المراكز.
وأكدوا، في هذا السياق، على ضرورة الإسراع في إحداث المركز الاجتماعي المختلط للتكوين المهني لفائدة الفئات ذات الاحتياجات الخاصة في إطار شراكة بين مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، بالإضافة إلى عقد شراكات في مجال التكوين بالتدرج المهني مع جمعيات المجتمع المدني العاملة في هذا الميدان.
ودعوا إلى إشراك جميع أعضاء المجلس الإداري في البرامج والمشاريع التي تهم قطاع التربية والتكوين إعدادا وتنفيذا وتتبعا، مبرزين أهمية بناء مركز جهوي للتكوين المستمر والإسراع في إخراج نواة جامعية إلى حيز الوجود.
وصادق أعضاء المجلس خلال هذه الدورة التي حضرها، على الخصوص، والي جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء عامل إقليمالعيون السيد محمد جلموس وعامل إقليم بوجدور السيد محمد الناجم ابهاي، على برنامج العمل لسنة 2010 وعلى مشروع الميزانية برسم نفس السنة.
وتوج هذا اللقاء بتوقيع اتفاقيتي شراكة، الأولى بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين وجمعية "دعم المدرسة المواطنة" لإنجاز برنامج شامل في مجال التنشيط التربوي، والثانية مع جمعية "التفوق إلى التميز" بهدف إنجاز برنامج لدعم التلاميذ المتفوقين في الأقاليم الجنوبية.