ماسة-درعة أي فرصة لشد الرحال إليها، فكيف إذا تعلق الأمر بافتتاح موسم القنص الذي يستقبله سكان وزوار هذه الربوع بحبور وسعادة غامرة. ففي دوار تيسفان (70 كلمتر عن تافراوت) لا يخفي أعضاء جمعية "الباز" للتنمية المستدامة سعادتهم واعتزازهم بهذه المناسبة، وهو الأمر الذي عكسه بجلاء تجندهم طيلة يوم الأحد الماضي لتلبية حاجيات الضيوف الذين وفدوا إلى المنطقة وتقديم كل أشكال المساعدة والإرشاد بخصوص فضاءات القنص وطبيعة التضاريس وأماكن تواجد الطرائد. وفي هذا السياق، أكد رئيس الجمعية السيد عبد الله بن حميد أن "هذه اللحظة تكتسي أهمية بالغة بالنسبة لنا، فاستقبال الصيادين وأطر إدارة المياه والغابات في هذا اليوم، الذي طال انتظاره من قبل هواة هذه الرياضة، يعد مبعث شرف". وتتميز هذه المنطقة بشساعة فضاءات الصيد وغنى وتنوع الطرائد وكذا بمناظرها الآسرة وأهلها الكرام. وتنشط جمعية "الباز" منذ إحداثها سنة 2006 في تنظيم نشاط القنص على قطعة أرضية مكتراة تمتد على مساحة 1900 هكتار، وكذا إقامة أنشطة متنوعة تراعي خصوصيات المجال الطبيعي وتدعم الأعمال التنموية للساكنة المحلية التي يقدر تعدادها بثلاثة آلاف نسمة. وتتوفر الجمعية على عدة مشاريع خاصة في مجال تثمين منتوج اللوز وشجرة أركان باعتبارهما مصدرين هامين للدخل بالجهة. ويرى السيد بنحميد أن انطلاق موسم القنص يعد مناسبة لإبراز غنى المؤهلات الطبيعية التي تختزنها هذه المنطقة من المغرب واستقبال هواة القنص والتجوال والاستكشاف. + احترام قواعد القنص والمجال الطبيعي + وشدد على أن هذه المناسبة تعد فرصة سانحة للتحسيس بضرورة المحافظة على هذه الثروات الطبيعية وحماية التوازانات الايكولوجية من خلال تاطير الصيادين، وهي العملية التي تتم تنسيق تام مع أطر إدارة المياه والغابات الذين يسهرون على مراقبة رخص الصيد والتحقق من الاحترام الدقيق لقواعد القنص وبالعدد المسموح بقنصه بالنسبة لكل نوع من الطرائد. وتجدر الإشارة إلى أنه أصبح بإمكان الصيادين على المستوى الوطني، بدء من ثالث أكتوبر، قنص جميع أصناف الطرائد ما عدا طائر اليمام الذي يعد من الطيور المهاجرة، والذي حدد يوم افتتاح قنصه في 25 يونيو 2011. وأوضح رئيس "قسم الصيد القاري وتربية الأسماك" بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر السيد حسن مهنا أن طيور الحجل والسمان واليمام والأرانب تعد من أهم أصناف الوحيش (الصغير) المتواجدة بجهة سوس-ماسة-درعة، والأمر نفسه بالنسبة للخنزير فيما يخص (الوحيش الكبير). وعلى المستوى الوطني، يصل عدد الصيادين إلى 53 ألف من بينهم ثلاثة آلاف من السياح، أما في جهة سوس-ماسة-درعة فيناهز العدد الآلاف. ويصل عدد القطع الأرضية التي يتم كراء حق الصيد بها إلى 624 قطعة من ضمنها 76 قطعة مخصصة حاليا للصيد السياحي نظير قطعة واحدة سنة 198، أما المساحة الاجمالية التي يتم كراؤها فتبلغ مليونين و43 ألف هكتار. ويتم إلزام مستغلي هذه القطع الأرضية من خلال عقود مبرمة مع المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بالانخراط أكثر في تدبير وتهيئة فضاءات الصيد من خلال القيام، على الخصوص، بعمليات إطعام للوحيش وإحداث نقط للشرب والحراسة والقيام بعمليات سنوية لتكثيف الطرائد (بلغ عدد الطيور التي تم إطلاقها الموسم الفارط أزيد من 87 ألف). من جهة أخرى، حقق صندوق الصيد عائدات بنحو 26 مليون درهم (71 بالمائة مصدرها عمليات كراء الأراضي ورخص الصيد) أي بارتفاع يقدر بنسبة 5 بالمائة مقارنة مع موسم 2008-2009 . أما فيما يتعلق بالمخالفات المرتكبة، فإن حوالي 5ر8 بالمائة منها تم تسجيلها بجهة سوس-ماسة-درعة مقابل 17 بالمائة في منطقة الأطلس المتوسط.